الربيع الأممي
توالت ردود الأفعال على القرار السعودي برفض عضوية مجلس الأمن الدولي ، عربياً كان التأييد جماعياً ، وكأنى بالجميع انتظروا مثل هذه الخطوة حتى يعلنوا عن استيائهم وامتعاضهم من دور الأمم المتحدة في حل القضايا الدولية .
العالم كله يعي أن بلاد العرب هي بؤرته التي تتحلق حولها كل مشاكل الدنيا ، ولولا ذلك ما وقف باراك اوباما في الأمم المتحدة الشهر الفائت متحدثاً عن القضايا العربية فقط ، ومع ذلك يحاول اوباما ، ومن قبله كل من سبقوه في البيت الأبيض ، أن يتجاهلوا البحث عن حلول لقضايا هذه المنطقة ، وكأنهم يتعمدون وضعها في قلاقل واضطرابات دائمة ، يصنعون لنا الأعداء ، يفصلونهم حسب رغباتهم ومصالحهم ، ويطلقونهم كالوحوش يعيثون فساداً في المنطقة ، ثم يحاسبوننا على أفعالهم ، ابتداء من اسرائيل ، وزراعة دولة يهودية عنصرية على أرضنا ، وتشريد شعب ، واحتلال أرض ، وقتل بسبب ودون سبب ، وانتهاء بصنع "بن لادن" والقاعدة والإخوان ومنظمات المجتمع المدني العميلة ، مروراً بتوسيع دائرة النفوذ الإيراني المذهبي ، كل ذلك يحدث ، والأمم المتحدة عاجزة عن فعل شيء ، حق الاعتراض وإفشال القرارات عبر "الفيتو" سلاح استخدم في العقود الأخيرة ضد الحقوق العربية ، ولم يكن هناك "فيتو" واحد مع الحق ، كلها وقفت مع الباطل والعدوان والقتل ، وعطلت قرارات اتخذت من قبل ، منع تطبيقها ، وحفظت في سجلات التاريخ .
اليوم ، يبدو أن "ربيعاً اممياً" قد بدأ ، نكأ الجرح ، وخرج الصديد ، والأمم المتحدة ومجلس أمنها ، والدول الخمس دائمة العضوية ، وحق استخدام "الفيتو" ، وعدم التمثيل العادل لدول العالم ومناطقه ، كل ذلك في طريقه إلى التغيير ، رضيت الدول الكبرى أم عاندت وكابرت ، ناقشت الأمر أم تجاهلته ، لا