عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الربيع الأممي

توالت ردود الأفعال على القرار السعودي برفض عضوية مجلس الأمن الدولي ، عربياً كان التأييد جماعياً ، وكأنى بالجميع انتظروا مثل هذه الخطوة حتى يعلنوا عن استيائهم وامتعاضهم من دور الأمم المتحدة في حل القضايا الدولية .

العالم كله يعي أن بلاد العرب هي بؤرته التي تتحلق حولها كل مشاكل الدنيا ، ولولا ذلك ما وقف باراك اوباما في الأمم المتحدة الشهر الفائت متحدثاً عن القضايا العربية فقط ، ومع ذلك يحاول اوباما ، ومن قبله كل من سبقوه في البيت الأبيض ، أن يتجاهلوا البحث عن حلول لقضايا هذه المنطقة ، وكأنهم يتعمدون وضعها في قلاقل واضطرابات دائمة ، يصنعون لنا الأعداء ، يفصلونهم حسب رغباتهم ومصالحهم ، ويطلقونهم كالوحوش يعيثون فساداً في المنطقة ، ثم يحاسبوننا على أفعالهم ، ابتداء من اسرائيل ، وزراعة دولة يهودية عنصرية على أرضنا ، وتشريد شعب ، واحتلال أرض ، وقتل بسبب ودون سبب ، وانتهاء بصنع "بن لادن" والقاعدة والإخوان ومنظمات المجتمع المدني العميلة ، مروراً بتوسيع دائرة النفوذ الإيراني المذهبي ، كل ذلك يحدث ، والأمم المتحدة عاجزة عن فعل شيء ، حق الاعتراض وإفشال القرارات عبر "الفيتو" سلاح استخدم في العقود الأخيرة ضد الحقوق العربية ، ولم يكن هناك "فيتو" واحد مع الحق ، كلها وقفت مع الباطل والعدوان والقتل ، وعطلت قرارات اتخذت من قبل ، منع تطبيقها ، وحفظت في سجلات التاريخ .

اليوم ، يبدو أن "ربيعاً اممياً" قد بدأ ، نكأ الجرح ، وخرج الصديد ، والأمم المتحدة ومجلس أمنها ، والدول الخمس دائمة العضوية ، وحق استخدام "الفيتو" ، وعدم التمثيل العادل لدول العالم ومناطقه ، كل ذلك في طريقه إلى التغيير ، رضيت الدول الكبرى أم عاندت وكابرت ، ناقشت الأمر أم تجاهلته ، لا

يهم كل ذلك ، ولكن المهم أن الأمم المتحدة من بعد يوم صدور القرار السعودي برفض لعب دور المتفرج لن تعود كما كانت ، يوم 18 أكتوبر 2013 وضع نقطة على السطر ، هناك يد تطوعت وأخذت المبادرة ، وتولت عملية "رج" ذلك الكيان المؤسس على الفكر الاستعماري الزائل ، ولن يسكت العالم بعدها حتى يصلح منظمته الدولية ، والإصلاح يبدأ بمراجعة الدستور المسير لها أولاً ، وكتابته من جديد ، وإعادة رسم خريطة العالم في القرن الحادي والعشرين ، هذا العالم الذي لا تمثل أوربا فيه ببريطانيا وفرنسا وروسيا ، ولا تمثل الصين كل أسيا ، وتمثل الأميركتين بدلاً من واحدة ، ولا يمنح حق إدارة العالم للدول الكبرى والقوية فقط ، بل يقسم إلى مناطق ، تمثل كل منطقة دولة في كل دورة ، ولا تكون هناك دول محتكرة للعضوية ، أما حق الاعتراض والنقض "الفيتو" فقد أن الأوان لإسقاطه ، واستبداله بالحل الديمقراطي الذي درسونا إياه ، رأي الأغلبية يسري على رأي الأقلية ، وبعدها تصلح أمور آليات تنفيذ القرارات ، وتمنح المنظمة الدولية ومجلس أمنها ومجالس حقوقها ومحاكمها سلطة التنفيذ الجبري ضد من يخالف قوانينها .