عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"بيتزا" مارى انطوانيت تظهر فى السودان

 عادت " مارى انطوانيت " بشكل آخر ، وفى مكان آخر ، انها الملكة الفرنسية ، زوجة أخر " لويس " ، نطقت هذه المرة بلسان عربى ، ولكنة سودانية ، وغيرت بعضاً من التفاصيل لاعتبارات الثقافة الحديثة ،

يومها خرج جياع فرنسا يطالبون بالخبز ، فاستغربت الملكة قائلة عبارتها المشهورة " لماذا لايأكلون البسكويت ؟ " ، وضريت مثلاً ، لانها كانت تأكل " البسكويت " فى قصرها ، تظن ان هذا هو أكل الشعب ، ولأنها تجلس فى المكان الذى يحلو لها وتمد أمامها الموائد تعتقد إن الشعب ايضاً تفرش له الموائد ، ولأنها تشير بأصبعها فيتراكض الخدم والحشم ليلبوا مطالبها ، كانت تتخيل ان عدالة زوجها أوصلت نفس الخدمة إلى العامة ، فهى مفصولة ومنفصلة عن حياة وطنها ، وهى مغيبة فى حضن القصور والملذات ، ولاتعرف شيئاً عن المعاناة ، لاتعرف أن لقمة العيش توفرها الدولة لمواطنيها بعد ان توفر لهم أسباب الحياة الأخرى ، من مسكن وطريق وأمن وعمل ، ولاتعرف أن المواطن يشترى احتياجاته من دخله ، وأن الدخل لايسرق عبر الضرائب والمكوس والغرامات والتضييق .

ظهر " الهوت دوغ " فى السودان ، واصبحت " البيتزا " بديلاً للخبز و " البسكويت " ، ولاندرى لماذا نسى أولئك الذين اطلقوا " النكتة " المحسنة والمقتبسة بتصرف من ملكة فرنسا الغابرة " الهامبرغر "  و " كنتاكى " و " الفراولة " ، وخدمة التوصيل إلى المنازل ، ربما نسوا وسط زخم الأحداث ، وربما تركوها إلى مناسبة اخرى لمسؤول كبير يصرح احتجاجاً واعتراضاً ورفضاً وتنديداً باحتجاجات الشعب السودانى المغلوب على أمره منذ ربع قرن

، ويتبجح بالخدمات الجليلة التى قدمت فى " زمن الرفاهية " كما قال وزير المالية ، ففى السودان اليوم " بيوت " ، هل سمعتم ذلك ؟ وفى السودان " سيارات  " ، هل تصدقون ؟ وفى السودان " هوت دوغ " و " بيتزا " بعدة أنواع ، هل أنتم مستوعبون ؟ !!!

السودان لايستحق ان يكون بهذا الحال ، وكل بقعة عربية لاتستحق ان تعيش المعاناة ونحن فى القرن الحادى والعشرين ، وشعوبنا لاتعير بانجازات تافهة ، ولايملك أى شخص ان يمن عليها ، وعندما تختنق نتيجة القهر والاستبداد والعنجهية والتكبر يكون من حقها ان تصرخ ، وان ترفض واقعاً فاسداً فرض عليها ، ولايستحق شعب السودان الذى يدافع عن كرامته وحياته ان يقتل ويهدر دمه فى الشوراع ، ولا يستهزيء به أحد ويقول له انه وفر له " الهوت دوغ " ، فالعيش الكريم لم ولن يقوم على مبدأ الفوقية من فئة والعبودية للفئات الأخرى ، والحكم له ركائز أساسها العدل والكرامة الإنسانية ، وياليت المتشبهين بمارى انطوانيت يتعلمون من دروس 2011 ويتعظون .