عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذروا غضب الحليم

كان على ذلك الشخص الذي تطاول على الجيش المصري أن يخجل من نفسه ، وان يخرج من جديد إلى منصة رابعة ليعلن أنه كاذب ومزور ومزيف ومخادع ومنافق .

الإسرائيليون كذبوا الإخوان ، رغم الود الذي بينهم ، فهؤلاء الأعداء العنصريون أكثر صدقاً من الإخوة الإقصائيون ، صحيح أنهم تركوا الأمور للقيل والقال يومين، وسمحوا لكذب الإخوان بالتغلغل إلى القلوب التي بها مرض ، وسربوا تلميحاً هنا وتصريحاً هناك ، ولكنهم في النهاية اضطروا إلى الإفصاح عن الحقيقة، وقطعوا الشك باليقين ، قائلين بأنهم لا يملكون الجرأة على اختراق السيادة المصرية .
في مصر جيش عاقل وحليم وصبور ، قد يسكت ، وقد يتجاوز عن الإساءات ، وقد ينصح  ، وقد ينبه ، وقد يحذر ، ولكنه لا يهدر الحق ، ولا يحط من كرامته ، ولا يتلهى بالمشاكل الجانبية ، هو ينشغل بها ، ويعالجها ، ويتحمل كل تبعاتها ، وتبقى عيونه مفتوحة على مكامن الخطر ، لا تهزه بعض الشراذم المتناثرة في صحراء سيناء الشاسعة ، ولا يغفل عن أطماع عدو تاريخي يعتقد بأن الفرصة قد حانت لتحقيق أهدافه ومآربه .
هي لسعة ، فقط لسعة واحدة ، فإذا بها ترج الأرض تحت أقدام كل الذين يريدون شراً بمصر ، فهذا الحليم قد غضب ، ويا ويل من يغضب منه الحليم ، ألا تتذكرون خط بارليف ، ذلك الحائط العملاق الذي ذاب تحت التكبيرات من جند مصر ، وحول الأسطورة إلى بعوضة ، وجعل غرور المنتصر في 1967 يتحول إلى دموع في 1973 ، ذلك هو جيش مصر الحليم مع القوة ، الكريم عند المقدرة، الحاسم وقت الشدة .
آخر الأوراق تسقط عن الإخوان ، ما عاد هناك ما يسترهم ، لقد انكشفوا ،

وبانت عوراتهم ، فما أقبح ما بان وظهر ، وما أقبح ما تلفظت به ألسنتهم ، وما أتعس المصير الذي ينتظرهم ، أنهم يسقطون وطنيتهم وانتمائهم لهذه الأمة ، ويضعون مصلحة القتلة والمتآمرين فوق مصلحة البلاد والعباد ، أصبح التنظيم عندهم أهم من الدين ، وتقول زوجة "معزولهم" بأنهم "الغالبون" ، يريدون أن تكون لهم الغلبة، وأن يركبوا فوق رؤوس "أمة لا اله إلا الله محمد رسول الله" ، وهم لا يملكون من مميزات الفئة الغالبة شيء ، أنهم يفرحون لموت المسلمين في سيناء ، ويفرحون بموت الشباب في القاهرة ، ويهددون ببحور من الدم في كل المدن ، ويريدون أن يكسروا جيش المسلمين ، ويتحالفون مع الصهاينة ، وينتدبون الغرب لمؤازرتهم ، ويكذبون على أتباعهم .
هؤلاء قوم خرجوا على كل الأعراف ، ما عاد ينفع معهم الحوار أو الجدال أو حتى النصح ، فهم قوم لا يخجلون من المنكر ، لا يستحون ، ولا يعرفون العيب ، ولا يخافون من الحرام ، وقد ارتكبوا من المحرمات والمعاصي ما تتصدع منه الجبال ، وكاد حلم الحليم أن ينفذ ، بل إني أراه قد نفذ .