رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لستم أشرف من على هذه الأرض

لستم أشرف من على هذه الأرض ، فالشرف شيء عظيم أيها السادة ، شرف لا يناله إلا الشرفاء ، والشرفاء لا يكذبون ، الشرفاء لا يخونون ، الشرفاء لا يلعنون ، الشرفاء لا يلوحون بالسيوف في وجوه من وحدوا الله .

هذه مصر ، كان شريفها وعزيزها يوسف الصديق عليه السلام إذا تذكرون ، وكانت زوجة فرعون ، آسيا ان كنتم تعلمون ، مصر التي تفاخر المعمورة كلها بان الله تبارك وتعالى هو من اسماها باسمها في محكم تنزيله ، تستمد شرفها من تاريخها ، من حضارتها ، من صمودها ، من هبتها ، ومن الرجال الذين عبروا عصورها وأزمانها ، رجال ناصروا دين الحق لعدالته ، ولرحمته ، ولإنصافه ، رجال كسروا غرور "هولاكو" ، وغطرسة "بونابرت" ، وإدعاء " قلب الأسد" وعزة نفس "لويس" ، وداسوا عنجهية "بارليف" .

هذه مصر التي تخرج من تحت أنقاض الظلم عفية ، طاهرة ، مستبسلة ، تنفض غبار القهر في لحظة غضب ، لا تبكي على احزانها ، ولا تستدر عطف أحد ، تداوي جراحها بنفسها ، وتقف دوماً شامخة ، لأنها مصر ، لأنها صانعة المعجزات ، ومعجزة كل الطغاة ، هي الشرف ، قبلكم وبعدكم ، رضيتم أم استكبرتم ، قبلتم أم ركبتم رؤوسكم ورؤوس الدجالين وما أكثرهم بينكم .

انظروا حولكم ، ما بالكم ؟ أعميت بصائركم قبل أن تعمى أبصاركم ؟ انظروا إلى الميادين ، هؤلاء هم الشرفاء ، انهم شعب مصر ، وهم من لا يقبلون بحكم الأدعياء ، ولا يرضون أن يخضعوا لعبيد السلطة ، هم السلطة ، وهم الدولة ، وهم الوطن ، وهم حملة راية الأمة

، شقوا صدوركم ، أعيدوا ضخ الدم إلى قلوبكم ، وطهروا نفوسكم من خبث الضلالة والغواية ، تلفتوا حولكم ، فهذه الميادين وقد ضمت الأشراف تناديكم "افيقوا من سباتكم" اغتنموا الفرصة ، فهي هدية شعبكم ، خذوها ما دامت قد وصلت إليكم ، لا تفوتوها ، فهذا الشعب يواجهكم اليوم ، كل الشعب ، وقد خاب من خرج على إرادة شعبه ، وألقى بنفسه في التهلكة من ظن أن فئة من الناس قادرة على هزيمة الشعب .

لستم أشرف من على هذه الأرض ، ولن يتمكن رعاعكم من رش الدم على من يرشكم بالماء ، فالشريف لا يهدد ، والشريف لا يمص دم شعبه ، ولا يتمتع الشريف بموت خصومه ، لا ، لا يا سادة ، إن الشرف له اصول ، وله قواعد ، وله متطلبات انسانية ودينية ، والشرفاء لا يميزون أنفسهم عن أبناء شعبهم ، ولا يحدثون الفتنة داخل أوطانهم ، ولا يدمرون مجتمعاتهم ، وقد فعلتم كل ذلك ، ولهذا أنتم لستم أشرف من على هذه الأرض ، بل لا تقفون في صف الشرف .