رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذيان العريان

كل الدلائل تشير إلى هوية من اختطفوا الجنود السبعة في سيناء، رئاسة مصر تعرفهم جيداً لأنها فاوضتهم، عبر وسطاء، وعبر مسئولين أمنيين، والأجهزة الأمنية لديها تفاصيل غير معلنة، ووسائل الإعلام حددت انتماءات أولئك الخاطفين ومن يقف وراءهم، والجيش لم يجرف الأنفاق عبثاً، بل منعاً لتحركات العناصر التي تكاد تكون مكشوفة ومحددة.

فقط عصام العريان له رأي آخر، وهو – أي العريان – ليس من أعضاء مؤسسة الرئاسة بمصر، وليس قائداً في الجيش، وليس عضواً في فريق التفاوض، وليس ضابطاً في وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات، ولكنه «إخواني» متجذر في الأخونة، يعرف متى يتحدث ليشتت الانتباه، ومتى يعري الواقع ليطمس الحقيقة، ومتى يزيف ويكذب ويلقي بالتهم دون أن يقدم دليله الذي استند إليه .
لم يتحدث العريان باسم مصر، ولن يتحدث، فهو ليس أكثر من «كيس أكاذيب» يفتح متى أمر السادة، ويغلق متى كان اللعب على المكشوف، فهذا العريان من كل سمات النزاهة والصدق هو الذي تحدث سابقاً عن «شخصية إماراتية» تقف خلف أحداث الاتحادية والمقطم، هناك، حيث قتلوا الأبرياء ، واعتقلوا المسالمين من المواطنين، ومنعوا القضاء من التحقيق، وذهب الاتهام أدراج الرياح بعد حفظ الملفات !!
من جديد يختار الإخوان الخصم الخطأ، ويقول العريان دون حياء أو حرج ما لم يجرؤ الآخرون على قوله، ربما لأن الآخرين أكثر ذكاء منه وتولدت لديهم قناعة بأن الشعب المصري لا يصدق الأكاذيب والافتراءات التي يطلقها «أبواق» الإخوان ضد الإمارات ، خاصة بعد فشل محاولاتهم السابقة في إحداث شرخ بين الشعبين، وكأني بكل مصري غير إخواني يردد مقولة باسم يوسف الأخيرة «إحنا مش عبط يا عصام» !!
يريد العريان أن يبرئ نفسه وحزبه وجماعته وعشائره وأتباعه، في سيناء أو غزة أو المقطم، فاستبدل الذين ينتشرون في مصر من الإخوان وقياداتهم العائدين من أفغانستان ومالي والخارجين من السجون بالقيادي في فتح سابقاً محمد دحلان، ويريد أن يبرئ حماس التي تحكم غزة وتدير الأنفاق وتحرس مكتب الإرشاد وتهرب السجناء، فيذهب بعيداً عن الحدود، إلى آلاف الكيلومترات، و«يستفرغ» من الكلام غثه، ويتعدى على المنطق والجغرافيا والتاريخ، ويتهم الإمارات بتمويل رجال دحلان في سيناء .
الرجل الذي طرد من غزة وتطارده فتح، دحلان ، يقود جيشاً في سيناء مكوناً من 500

إلى 600 رجل، ماذا يفعل بهم؟ يختطف سبعة جنود ثم يطلق سراحهم وسط احتفالية إخوانية كبرى، فماذا استفاد؟ بل دعونا نطرح السؤال الأهم، من الذي كسب من هذه العملية حتى اليوم؟ ولن نعجز عن رؤية الإجابة ماثلة أمامنا، إنها واضحة وضوح الشمس ، فمازالت أصوات طبول المطبلين من الإخوان تسمع في كل مكان، فالذي عجز عن كشف قتلة الشهداء الستة عشر في رفح نجح في إطلاق سبعة جنود، ولكنه مازال يتكتم على هوية الخاطفين، ويوعز لشخص مثل عصام العريان بأن يطلق «كذبة» على الملأ، يريدها أن «تدوش» حتى وإن حادت عن هدفها، ما يهم إدارة أزمات الإخوان هو تشتيت انتباه الشعب المصري، فهؤلاء يظنون أنهم أذكياء، وأنهم غير مساءلين عن تقديم ما يثبت صحة أقوالهم .
لو كانت النيابة العامة بخير لقلنا إنها ملزمة بتحريك بلاغ تجاه العريان، لتنجلي الحقيقة، ولكن هذا لن يحدث ، ولهذا نطالب القضاء العسكري بأن يتدخل، وان يأخذ ما قاله العريان مأخذ الجد، والقضاء العسكري مستقل ومحايد وله حق النظر في قضايا الجنود والاقتصاص من الذين اختطفوهم وروعوا أسرهم وتعدوا على المؤسسات التي ينتمون إليها .
كان يمكن أن نعتبر كلام العريان هذياناً، ولكنه تحدث بصفته نائباً لرئيس حزب الحرية والعدالة، وفي الغالب يمنح نفسه صفة الحاكم وصاحب الاطلاع عندما ينطق، ولأننا نعيش في زمن توزيع الأدوار، ولأن الرئاسة والجهات المعنية قابلت كلامه بصمت، كان لابد أن نتساءل عن هدف العريان والإخوان هذه المرة ؟!