رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ألا يقتادون .. ألا يتدبرون ؟

يريد صفوت حجازي محاكم ثورية ، وحرساً ثورياً ، يريد أن يحمل السيف في يده ويجوب الشوارع ، ويقطع الرقاب ، رقاب كل الذين وصفهم بالخونة ، وهم كل أبناء وطنه ما عدا أولئك الذين يعيشون معه في شريعة الغاب

، إنه يستنسخ ذلك المعمم المربوع الذي كان يعقد محاكماته على نواصي طرقات طهران ، ويعدم البريء قبل المذنب ، كان «حجة» أو «آية» مصاب بلوثة عقلية ، وكان قد نصب نفسه رئيساً للمحاكم الثورية بعد وصول «خميني» للسلطة ، جيل السبعينات يعرفه جيداً ، ولا يمكن أن ينسى مشيته والعباءة تطير من خلفه ، اسمه «صادق خلخالي» ، وهذا اسمه صفوت حجازي ، وهو قد نصب نفسه أميناً عاماً لمجلس أمناء الثورة ، ثورة 25 يناير التي لم يشارك فيها ، وباسمها يريد اليوم أن يذبح القانون والقضاء ويأخذ الناس أخذ متجبر متغطرس مغرور مستبد متعطش للدماء ، هكذا قال في حديثه الصحفي الأخير ، هو الشرطي وهو القاضي وهو الجلاد ، يريد أن يحول مسار جماعته من السرية إلى العلانية ، ويبحث عن خلافة ، بالله عليكم اية خلافة تقام على أشلاء الناس؟ أية خلافة ترتوي بدماء المسلمين؟
ألا يقتادون ؟ ألا ينظرون ؟ ألا يتدبرون ؟ ألا يتعلمون ؟
هذا رسول الحق أمامنا ، سيرته حفظناها وسرت في عروقنا ، نفخر بها ، ونتفاخر بروايتها ، منها تعلمنا كيف نكون بشراً ، ومنها تدبرنا طريقنا بين كل البشر ؟ ومنها امتد هذا الدين حتى أصبح الإسلام منتشراً تحت ضوء الشمس التي لا تغيب عنه أبداً ، وفي يوم الفتح ، فتح مكة ، كان المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، محمد خير البشر ، كان يقف أمام المشركين ، أولئك الذين كذبوه ، وطاردوه ، وهجروه ، وحاربوه ، وكانوا في ذلك اليوم أسرى لديه ، والأسير يمكن أن يوضع في السجن ، ويمكن أن يقتل لأنه شارك في قتال المسلمين ويمكن أن يفتدي نفسه بالمال ، ويمكن أن يسخر لخدمة الفاتحين ، ويمكن أن ينفى من أرضه ويبعد عن أهله ، ولكنه لم يفعل كل ذلك ، لأنه يحمل رسالة ربه ، ويرفع لواء الدعوة

لها ، وهو القدوة ، فعله سنة تسن إلى يوم القيامة ، ومقولته تحفظها قلوب البشر أجمعين ، وقالها رسولنا مطبقاً مبدأ الإسلام الأول ، ليثبت أن القوة والنصر لا يزيدان صاحبهما إلا رحمة ، فتح يديه عليه الصلاة والسلام قائلاً «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، ومن هؤلاء الطلقاء ظهرت قيادات نشرت الإسلام في ربوع الجزيرة ، ثم انطلقت حتى وصلت إلى أطراف الصين وأقصى المغرب وقلب أفريقيا .

ديننا لم يؤسس على الحقد والكراهية والانتقام ، بل اسس على المحبة والتسامح والعفو ، والخلافة لم تقم بسواعد الجهلة العنصريين ، بل تعاضدت همم كل الذين امتزجوا بالإسلام وشكلوا وحدة لا تعرف التحزب والتشرذم العرقي أو الطائفي أو القبلي ، ونموذج « صفوت خلخالي» ليس الأول من نوعه ، ولن يكون الأخير ، فقد ظهرت دعوات فئوية كثيرة ، وكما ظهرت وتضخمت تبخرت ، وهؤلاء الإخوان الذين تبرأ منهم «حجازي» مدعياً بأنه سلفي ، يرتكبون يوماً تلو يوم من الأخطاء ما يؤكد انهم يأخذون دينهم من أماكن ليس الإسلام الحق من بينهما ، ويكفي ان نتذكر وصية الصديق رضى الله عنه لأحد قادته ، عندما أوصاه بعدم قطع الشجر إذا دخل بلدة ، أي إذا انتصر على القوم الذين يحاربون الإسلام ، شجرة ربما يستظل بها الناس ، وربما يأكلون منها ، أو يطعمون بها بهائمهم ، ولم يحتج القائد إلى توصية بالناس ما دام قد أوصاه الخليفة بالشجر .