رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

" الوقاحة الإيرانية "

قمة الوقاحة والاستهتار ما وصلت الية ايران فى علاقاتها مع جيرانها من الدول العربية ، ذلك المشهد لمظاهرات وأعلام ولافتات تهاجم السعودية والبحرين كان عبارة عن تلخيص للسياسة الايرانية فى عهد احمدى نجاد ، فهذا الرجل نقل حكم " الملالى " بعد اكثر من 30 عاماً من" التقية " إلى " الدناءة " فهذه ليست سياسة ،

وليست تنفيس عن اختلاف فى وجهات نظر ، بل هي حركات استفزازية تقود نحو الهاوية ، وقد كانت ايران منذ سقوط الشاه ووصول الخمينى بفكره القومى المتزمت والمذهبى المتبجح تحاول ان تمسك العصا من النصف ، وأن تجعل من علاقاتها مع دول الخليج شبه مستقرة ولو فى الظاهر ، ولكنها اليوم اختلفت فبدأت الممارسات التى لا تحترم حقوق الجيرة والمبادئ والمواثيق الدولية بتدخل اعلامى وتنظيمى فى أحداث البحرين منذ فبراير 2011 ، ثم جاءت الحركة الصبيانية لنجاد بزيارة جزيرة أبو موسى الاماراتية المحتلة ، واكتملت الصورة العدائية بتحريك الشارع الايرانى يوم الجمعة 18 مايو الحالى ضد مشروع الاتحاد بين السعودية والبحرين ، وهذا تدخل سافر في سيادة دولتين وهو تصرف يجرمه القانون الدولي ، فهؤلاء الذين يحكمون طهران ما كانوا يجرؤن على مثل هذا العمل من قبل ، ولكن الوضع الدولى بصفة عامة والعربى بصفة خاصة اعطاهم تلك الجرأة لأنهم متأكدون بان ردات الفعل ستكون ضعيفة ، بل خافتة او منعدمة ، ونحن يعنينا الموقف العربى قبل الموقف الدولى ، فمن يصمت اليوم على التدخل الايرانى فى شؤون البحرين لن يجد غداً  غير الصمت إذا تعرض لأي تدخل من جيرانه ، وما أكثر الجيران المتربصين بهذه الامة ، وهنا يتردد سؤال عن الموقف الموحد لدول مجلس التعاون الخليجى ، وكذلك عن الغياب التام لجامعة الدول العربية ؟ فبعض دول مجلس التعاون كأنها غير معنية بهذا التصعيد الخطير فى اللهجة والأسلوب للإيرانيين ، بل أن بعضها أستقبل معرضاً دعائياً لإيران في نفس الفترة ، والبعض الآخر تبادل الزيارات العسكرية وينظم المناورات المشتركة ، والبعض الثالث غابت حميته التي ظهرت تجاه دول أخرى ، فلم نسمع عن استدعاء للسفراء ، ولم تطل

علينا تصريحات المصادر المسؤولة ، بل العكس هو الذى يحدث ، فنحن ما نزال نتحدث عن الجارة وعلاقاتنا الودية معها ، وربما يكون هذا ما شتت مواقف الدول العربية الاخرى والجامعة ، فهناك غشاوة تمنع الرؤية الواضحة لما يحدث ، والتدخل الإيراني اليوم يطال كل الدول العربية وليس الخليجية فقط ، ففي مصر كانت " الحسينية " وهى المكان البديل للمسجد فى المذهب الشيعى هدية نجاد للثورة المصرية والقيادات التى ترى أن ايران ليست عدوة ، وفى تونس والمغرب  واليمن تتدرج التدخلات من تنظيم مسلح للحوثيين باليمن إلى تشكيل أحزاب فى تونس إلى زرع خلايا تآمرية فى المغرب ، وفى دول أخرى تكتشف كل أسبوع مجموعات تجسسية ايرانية وعصابات لتهريب السلاح و المخدرات ، وكأن إيران قد آلت على نفسها أن تستغل هذه المرحلة من التشتت والضعف والفرقة بين الدول العربية لتخرج بأكبر قدر من المكاسب ، وكلنا نعلم ما هى المكاسب التى تبحث عنها ايران من اغراق العرب فى الفوضى ، فالعراق خير شاهد ، انه أسير المد الفارسي العنصري بقوميته ومذهبيتيه .
دول الخليج مطالبة بموقف موحد فى وجه الوقاحة الايرانية ، موقف لا يخضع للحسابات والمصالح الشخصية ، فهذه هوية الخليج وانتمائه وثقافته ومصير أهله هى التى تتعرض للخطر اليوم من التوحش الايرانى ، وقد أن الاوان لتغليب المصلحة العامة على مصالح بعض المتنفذين الخاصة .
----

* كاتب صحفي إماراتي