كلنا فاهمين غلط
اليوم تجتمع كل القوي الوطنية والسياسية في ميدان التحرير. الجميع اتفق أن تكون مليونية اليوم بعنوان «الثورة أولاً». شعرنا جميعاً بخطر أهم من كل المطالب التي نرددها ونختلف عليها ونتحاور حولها. عدنا الي الاساس وهو أن «الثورة أولاً»... أي ان مصر فوق أي مطالب وأهم من أي اختلاف. واليوم ستجد ان ميدان التحرير مليء بالناس كأننا نذهب الي هناك فتجتمع كل المشاعر وكل المطالب في شكل واحد وهدف واحد. أما الأمر الغريب فهو اننا أيضاً جميعاً ننسي هذه الروح ونحن نعود الي منازلنا ليلاً. وفي صباح اليوم التالي ينطلق كل منا طبقاً لرؤيته الخاصة في السياسة والعمل. ونعود للاختلاف الذي أصبح واضحاً مؤخراً. نعود لنتهم بعضنا البعض ونتراشق وكأن ما يحدث داخل الميدان ليس له علاقة بحياتنا وليس له علاقة بواقعنا.
ميدان التحرير يا سادة ليس حلم، لم يكن حلماً ولن يصبح حلماً. ميدان التحرير واقع. وما يحدث في الميدان يجب أن ينتقل الي كل مصر. ما يحدث في الميدان هو اننا جميعاً نتهم بشيء واحد وهو مصر. ما يحدث في الميدان هو اننا نتقبل بعضنا البعض. وعندما نختفي أو نتفرق تتوه منا جميعاً روح ميدان التحرير. كلنا فاهمين التحرير غلط. التحرير ليس مكاناً نذهب اليه لنعبر عن رأينا، التحرير أصبح مكاناً بداخل كل واحد منا ولا يجب أن ننسي ذلك. ولا يجب أن نذهب الي الميدان لنتذكر الحالة التي عشناها وكأننا نقف بأطلال حبيب رحل لان الشعور الذي عشناه لا يجب أن يرحل والميدان ليس أطلال الثورة بل هو المكان الذي توحدت فيه المشاعر النقية من أجل مصر.
كلنا فاهمين غلط، التحرير معناه ان المنطق هو الذي يجب أن ينتصر. وما نحمله من مشاعر داخل التحرير يجب أن يكون معنا خارج التحرير. نحتاج الي أن
اليوم جمعة «الثورة أولاً» فهل نحن نحاول أن نذكر أنفسنا أم نذكر الآخرين؟ ومن هم الآخرون؟ هل نخلق نظاماً بأيدينا لاننا اعتدنا وجود نظام لا نحبه؟! بالتأكيد لا... وبالتالي نحن نحتاج أن نقنع أنفسنا... نحن الشعب.... نحن النظام... نحن الثورة... كلنا طاقة واحدة كبيرة تسعي الي وضع نظام صحيح وجديد، لقد تم التغيير فعلاً... وتبقي أن نقتنع وأن نعمل وأن ننقل ميدان التحرير من موقعه الي كل شارع في مصر... كلنا فاهمين غلط نحن الذين نزرع مشاعر الميدان وليس العكس.