رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصلحة أمريكا أولاً

درس في السياسة الخارجية لأي دولة، الولايات المتحدة تعلن رسميا انها ستبدأ اتصالات رسمية بجماعة الاخوان المسلمين، والجماعة ترحب بهذا التواصل ولكن بشروط واضحة، وهذه ليست المرة الاولي التي تتصل فيها امريكا بالاخوان او بأي جماعة دينية أو سياسية في مصر، ولكنها اول مرة يتم فيها الاعلان رسميا عن وجود مثل هذه الاتصالات أو عن بدايتها، ومنذ اعلان الخارجية الامريكية لقرارها وهناك مئات من التعليقات المحلية والدولية، رغم ان القرار الامريكي أمر طبيعي إلا أنه لاقي معارضة عارمة داخل الولايات المتحدة نفسها من رجال سياسة ومن اعلاميين وخبراء وهنا خرجت وزيرة الخارجية الامريكية في تصريح مباشر وصريح لتقول ان اتصال واشنطن بجماعة الاخوان يصب في مصالح امريكا العليا.. بس خلاص.

امريكا تتحرك بعيدا عن الحب والصداقة وسواد العيون، أمريكا تتحرك بناء علي مصلحتها وستتعامل مع اي جهة بناء علي مصلحتها، بعض الاراء الان داخل امريكا اعتبرت اعلان بداية الحوار مع الاخوان بمثابة اعتراف بفشل سياسة امريكا الخارجية لانه من المفترض ان تدفع تلك السياسة باتجاه وجود حكومات مدنية بعيدة عن التعصب الديني في المنطقة، وسيظل هذا هدفا للخارجية الامريكية، ولكن القائمين علي الوزارة لا يريدون فقد الاتصالات بفصيل سياسي يتابعونه منذ سنوات فالهدف الأول لهم ليس مصلحة الشعوب بل مصلحة امريكا، واذا كان الهدف يتحقق بالحوار مع الاخوان فلماذا لا؟ السياسة هي فن الممكن، وامريكا مستعدة طالما مصلحتها مصونة ومحروسة، وحكاية الاتصال الرسمي سبقتها طوال السنوات الماضية اتصالات متفرقة غير رسمية باشخاص ونواب.

وما ستفعله امريكا سيفعله كل العالم بعدها، هذه هي سياسة الامر الواقع، وطبعا فإن

اسرائيل واللوبي التابع لها سيعتبرون هذا بمثابة هزيمة لهم في صراعهم المستمر مع اي جهة يعتقدون انها ستكون متشددة معهم، وبالتالي فإن اجندة اي حوار او اتصال ستبدأ بمصلحة امريكا التي هي مصلحة اسرائيل، وبما أن الامور لن تنتهي في يوم وليلة فإن الانتخابات الامريكية في العام القادم ستشهد اهتماما واسعا بالسياسة الخارجية، امريكا قضت سنوات وهي تنشر الذعر ضد أي تيار ديني او ضد الاسلام عموما، والان ستبدأ في تغيير هذه السياسة في عام الانتخابات.

مصر ليست الدولة الوحيدة التي شهدت تغييرات في المنطقة، ولن تكون الدولة الاخيرة هذا العام، وبالتالي فإن ما يحدث في مصر سيؤثر علي الدول الاخري، وامريكا فعلا لا تريد حكماً دينياً في أي دولة في المنطقة بما فيها مصر، ولكن الواقع يختلف عما تريده امريكا، والشرق الاوسط سيكون اهم ما تتحرك حوله سياسة واشنطن.. تخيلوا ان الثورة في مصر اثرت علي كل العالم وغيرت مفاهيم وقدمت دروساً، واليوم نتعلم درساً واقعياً في التحرك الدبلوماسي المباشر رغم رفض الطرف الاخر.. كله علشان مصلحة امريكا..