رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جاسوس في الميدان

ليس غريبا أن تزرع اسرائيل جاسوسا في ميدان التحرير، ولا شك أنها زرعت أكثر من جاسوس سواء في الاسابيع الماضية او السنوات التي سبقت الثورة، ثقافة تل ابيب تعتمد علي التحرك الدائم باستخدام كل الاساليب المتاحة، وحكومة اسرائيل لن تتوقف عن العمليات السرية ضد مصر سواء كانت هناك معاهدة سلام أم لا، والقاء القبض علي الجاسوس الاسرائيلي هو صفعة جديدة من جهاز المخابرات المصري علي وجه جهاز الموساد الاسرائيلي، وطبقا للقوانين فإن حبل المشنقة ينتظر رقبة هذا الجاسوس، وفي كل قضايا المخابرات عبر التاريخ كان الاعدام نصيب معظم الخونة الذين يتم تجنيدهم لصالح دول اخري بينما يتم استخدام اي جاسوس في عمليات تبادل بين أي بلدين، وهذا أمر لا نريده في هذه القضية، لا نريد أن نسمع عن اطلاق سراح جاسوس اسرائيلي يحمل جنسية اسرائيل عاش في قلب القاهرة ودخل الجوامع ليخطب فيها وحمل لافتات في ميدان التحرير وكان يجمع معلومات ويحرض الناس، هذه المرة يجب أن يكون هذا الجاسوس عبرة لاسرائيل ولأي دولة اخري انتهزت الموقف وحاولت ان تضرب مصر ومصالحها.

الجاسوس ايلان تشايم الذي تم القبض عليه ليس جاسوساً مدنيا من اسرائيل بل هو جاسوس عسكري لانه خدم في الجيش الاسرائيلي، وبالتالي فإن العملية التي كان ينفذها هي عملية جاسوسية عسكرية لا يصلح معها العفو أو التبادل الا اذا كان هناك جواسيس مصريون في تل أبيب نريد استعادتهم، وهذا أمر غير معلن او معروف، اسلوب الموساد الاسرائيلي كان يعتمد دائما علي التجنيد، أي أن تجند اسرائيل مواطنين من البلد الذي تريد التجسس عليه ولا تضحي برجالها، ويبدو أن التطور السريع للاحداث جعل الموساد يدفع بهذا الجاسوس وربما دفع بغيره لتنفيذ مخطط معين وبشكل مباشر، ولم يحسب رجال الموساد حساب المخابرات المصرية واستمرارها في العمل وسط هذه التغيرات، توقعت اسرائيل ان تصاب كل اجندة مصر بالشلل فاكتشفوا ان هناك اعيناً كانت تحمي وتتابع وتراقب، ومن تفاصيل الاخبار المنشورة في الصحف يبدو واضحا ان الجاسوس الاسرائيلي اهتم كثيراً بالشق الديني في

فترة تواجده في مصر، وانه دخل إلي المساجد بل وكان يخطب في بعضها، وهو طبعا كان يخطب باللغة العربية، وهذا معناه أنه مدرب بشكل جيد وكبير رغم صغر سنه، وبالتالي فهو جاسوس من الطراز الأول.

ومن تفاصيل القضية نكتشف ايضا ان الجاسوس انتحل صفة صحفي اجنبي، وهذا يجعلنا نسأل عن كيفية دخول صحفي اجنبي إلي المساجد أو عن اسباب دخوله، الشعب المصري طيب بطبيعته، ولكن هل هذه الطيبة تصل إلي حد ادخال صحفي اجنبي إلي مسجد والسماح له بأن يمسك ميكروفوناً ويتحدث ليخطب في الحاضرين؟ وهل اعتدنا رؤية أي صحفي اجنبي حاملاً للافتات في قلب ميدان التحرير؟ وهنا نجد أن هناك حلقة مفقودة، من المفترض ان اي صحفي اجنبي يدخل مصر يقوم بتسجيل نفسه في مكتب معتمد ويحصل علي موافقة لمزاولة عمله، فهل فعل هذا الجاسوس ذلك؟ وهذا ليس محاولة للهجوم علي الصحافة الاجنبية المحترمة في مصر ولكنه مجرد سؤال يحتاج إلي اجابة في بحر من الاسئلة التي تظهر دائما في اعقاب اكتشاف مثل هذه القضايا.

تحية لرجال أجهزة المخابرات المصرية علي اكتشاف هذه القضية، ولا شك ان الاعلان عنها سيسهم في شعورنا بالأمن في مصر، وارجو أن نتابع هذه المرة محاكمة الجاسوس لاننا نحتاج إلي ذلك، ولتعلم اسرائيل أن شعب مصر بأكمله لا يعتبرها إلا دولة معادية تسعي دائما لضرب مصر ومصالحها.