عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحداث الأزبكية

فتنة... ولكنها هذه المرة ليست طائفة. لو كان الذي مات قبطياً لقالوا فتنة طائفية. ولكنه مسلم. الفتنة هذه المرة في ميدان التحرير وهي دليل حي علي سهولة تحريك مشاعر الغضب داخل الناس. شاب دخل التحرير، أمسك بميكروفون وأعلن أن شرطة الأزبكية ضربت سائقا حتي الموت علي اعتبار أن السائق ملاك وأن الشرطة هم الشياطين. وبما أننا في حالة »ثورة« توجه الغاضبون من ميدان التحرير إلي قسم الأزبكية. وطبعا الذي توجه ليس الذين خرجوا للحديث عن السياسة أو التعبير عن رأيهم. الذي ذهب الي قسم الأزبكية هم الذين خرجوا بحثاً عن خناقة أو صدام. من نفس النوعية التي اعتدت علي الضابط والمذيعة في الميدان. ووصل الغاضبون لأخذ حق الضحية المسكين الذي مات في أيدي رجال الشرطة. لم يكلف أحد نفسه أن يسأل ماذا حدث ولم يحاول أحد أن يعرف الحقيقة. وسرعان ما خرجت زجاجات المولوتوف وتحول الأمر الي معركة بين الشرطة والمهاجمين.

ودعوني هنا أعد بكم الي  أصل الحكاية قبل أن أكمل الأحداث. أصل الحكاية ياسادة هو أن سائق ميكروباص سوابق رفض ابراز رخصته في كمين للمرور. وتعدي علي أمين الشرطة وعندما ذهب المأمور بنفسه لحل المشكلة وطلب الرخصة قام السائق بشهادة أهل المنطقة وصفع الضابط وضربه أمام الناس. وهنا تحرك الناس وأهالي المنطقة دفاعا عن مأمور القسم وامسكوا بهذا السائق البلطجي وأوسعوه ضرباً... ولكن الشرطة العسكرية أنقذته وأخذته للمستشفي وتوفي هناك ليس بسبب ضرب الشرطة ولكن بسبب دفاع الأهالي عن الشرطة.

وعاد أهالي المنطقة الي محلاتهم. وبعد فترة فوجئوا بهجوم علي القسم من مجموعات تحمل زجاجات المولوتوف وتقذفه بالطوب. مرة أخري لم يسأل أحد ولم يحاول أن يعرف أصل الموقف ولا حتي صنف الناس الذي يهاجم. وتحركت المنطقة بأكملها الي

القسم للدفاع عنه ضد المعتدين... وهذه المواجهة لن يقال عنها طائفية طبعاً... رغم انها بالتأكيد اشتعلت بسبب الغباء المجتمعي الواضح.

هؤلاء هم ياسادة أطراف المواجهة التي أسفرت عن العديد من الجرحي وحولت المنطقة الي منطقة حربية.. جنازة حارة والميت سوابق. المهاجمين يعتقدون انهم يردون علي الشرطة فاختاروا أقصر  طريق بغباء واضح. والمدافعون أيضا تحركوا بتلقائية ومعهم حق. زجاجات المولوتوف التي خرجت لم يتم اعدادها في دقائق. ولابد أنها كانت معدة سلفا علي ايدي مجهولين ليتم استخدامها عند الحاجة. وهكذا تحولت القاهرة الي فرق تتحرك دون تفكير. أي انسان يستطيع اثارة حماس أي مجموعة لتكون العواقب وخيمة  ومخيفة. أحداث الأزبكية يجب أن تجعلنا نتوقف ونفكر ونحترس من أي غباء جماعي بسبب شائعة أو بسبب »تسخين« من شخص أو أشخاص.سائق الميكروباص الذي مات بالتأكيد كان ضحية... ولكنه ضحية أخلاقه وبلطجته وسوابقه. مأمور القسم أو أي ضابط أو أمين شرطة لا يجب أن يضربه أي انسان. والناس لا يجب أن تتدخل بهذا العنف دون أن تفكر أولاً... الحمد لله أن الحادث لم يكن طائفياً... ولكنه وبالتأكيد بسبب نفس السلبيات المزروعة داخلنا...

نحن شعب يسهل الآن التلاعب بمشاعره.