عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كوبري أبو العلا

 

فاكرين الكوبري الحديد الجميل الذي تم انتزاعه وفكه من موقعه الذي كان يربط الزمالك بمنطقة بولاق؟ هل تتذكرون قيمته التاريخية والجمالية؟ هذا الكوبري البديع مازال ومنذ سنوات يرقد جثة ممزقة الاشلاء علي النيل في موقع تحول الي مقبرة له. علي مدي سنوات دار نقاش طويل حول استغلال مصر لهذا الكوبري سياحياً وثقافياً لأنه اساساً يعتبر من الآثار وحذرنا وقتها من ان صقور الخردة والحديد يستعدون لتمزيق اشلاء هذا العمل الفريد وبيعه بالكيلو. ثم تعهدت وزارة الثقافة بأن تضع هذا الكوبري في جملة مفيدة ثقافياً وان تعتني به وان تشرف علي تخزينه لحين اعادة تركيبه واطلاق مشرع ثقافي سياحي حوله او عليه. وتم اختيار احد المواقع الهادئة علي كورنيش النيل في اتجاه شبرا امام نادي الكهرباء ثم تحركت قوات من المهندسين والمقاولين لفك الكوبري ونقله.. الي مثواه الاخير حيث يقبع حتي الآن يأكله الصدأ وتضيع ملامحه ومعالمه الجميلة.

كوبري ابو العلا جزء من تراث مصر. ويجب ان تتحرك وزارة الثقافة لإعادة تركيبه موازياً لشاطئ النيل في أي منطقة محترمة ليقام عليه مشروع ثقافي واذا كانت الوزارة لا تقدر علي ذلك رغم وجود ميزانيات ضخمة بها فلتؤجر المشروع أو تبيع الكوبري بغرض استثماره سياحياً وثقافياً لأي جهة تقدر قيمته لأنه من الواضح اننا لا نستحق وجود مثل هذا الاثر البديع الذي حولناه الي انقاض يأكلها الصدأ وترتع حولها كل انواع الفئران والحشرات. وقد يعتقد البعض انني رجل مجنون لأنني اتحدث عن هذا الكوبري الآن في ظل الظروف التي غر بها. ولكن الحقيقة هي ان

هذا الكوبري هو جزء من حل المشكلة، هو والكثير من المشاريع الصغيرة المهملة في مصر.

إعادة اطلاق مشروع كوبري ابو العلا هو اعادة احياء للحياة الثقافية والسياحية في القاهرة ورسالة إلينا والي العالم بأن الحياة مستمرة وليست مجرد مظاهرات او جدل سياسي. واذا قررت وزارة الثقافة ان تتحرك ستجد مئات الشركات التي يمكن ان تساعد في هذا المشروع والذي لا يحتاج الي الكثير في الأموال ولكنه بالتأكيد يحتاج الي الكثير من الخيال والابداع. وهناك مدن في العالم لديها مشاريع مماثلة حولتها الي مناطق ابداع يتدفق عليها آلاف السائحين يومياً. هذه الدول ليس عندها الكوبري ولا النيل ولكنها سعت لخلق المكان واطلاق العنان للفكر والخيال. وبدلاً من ان نسمع عن مشاريع أو مهرجانات تؤجل وتلغي، لماذا لا نتحرك في مشروع يسهل ان يتم وان ينجح وان يجعلنا جميعاً نشعر بالنجاح في مشروع حتي لو كان صغيراً..

كوبري ابو العلا ينتظر علي نيل مصر مقهوراً مكسوراً.. ونحن نمر امامه كل يوم فنشعر ان حالنا من حاله.. ننتظر الفرج.