رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحوار الوطني

 

ليتنا ما قررنا ان يكون هناك حوار وطني، لأن الذي نتابعه منذ أيام ليس حواراً وبالتأكيد ليس وطنياً. لقد اثبتت الجلسة الافتتاحية ثم ما اعقبها في الايام التالية اننا دولة تفتقر الي ابسط قواعد التنظيم والادارة. وبدلاً من أن نشاهد حواراً نستفيد منه في الحال الهباب الذي نعيشه تابعنا ومعنا كل العالم فاصل »عك« سياسياً وادارياً ليس له نظير او سابقة. وثبت اننا نعاني من »مرض« اسمه »نفسي اتكلم« ومرض اسمه »عدم قبول الآخر«، واصبحنا لا ندري من الذي يجب ان نسمعه ومن الذي يجب ان يستمع. الكل يريد الكلام ويريد ان تسير الامور طبقاً لكلامه ومعظم المتحدثين لا يقبلون سماع كلمة »لا« ويحاولون فرض رأيهم اما بالصوت العالي أو بالخناق.. في مؤتمر من المفترض ان يخرج لنا آراء نسترشد بها في الازمة التي نعيشها.

الادارة في الحوار الوطني ومعها التنظيم حصلا علي صفر كبير جداً جداً. والحكاية مش قاعة وشوية مصاريف. الحكاية خطة وادوار ومسئوليات وتنظيم ودعوات وتحديد اتجاهات وتحديد ضيوف وتسجيل طلبات ودراسات وتقديم اوراق.. تفاصيل دقيقة وبسيطة تحول هذا »العك« الي مؤتمر، مصر ليست بحاجة الي صورة مؤتمر مثلما كان يحدث في السابق، بل هي بحاجة الي مؤتمر واقعي. والحكومة لم تكن مزنوقة لتقبل مثل هذا المؤتمر لمجرد ان تقول انها خططت له واقامته.

وبما ان المؤتمر للحوار، كان يجب ان نقدم ونعلن عن اسماء هؤلاء الذين جاءوا للحوار. وان نحدد ايضاً هؤلاء الذين جاءوا للاستماع، كان يجب ان تكون هناك جلسة اولي تسمي جلسة »شباب مصر« لتقديم الشباب الذي جاء ليتحدث ولتعلن كل مجموعة أو ائتلاف عن نفسها ودورها وابعادها وبذلك نعرف من الذي يتحدث والي اي جبهة أو جهة ينتمي، كان مفروضاً ان يكون هناك ملف باسماء كل المشاركين ووصف لهم سواء احزاباً أو تكتلات أو جماعات أو اشخاصاً.

ولكن ما حدث هو ان الحكاية كانت سايبة واشبه بفرح

بنت العمدة الذي يدخله اي شخص يمر علي الطريق الزراعي.

ربما ان الحكاية بدأت بتنظيم وادارة فاشلة فلابد وان يستمر الفشل وينعكس علي كل الاحداث وبدلاً من ان نسمع اراء سمعنا اصواتاً عالية وخناقاً. بدلاً من ان تخرج اخبار عن الجلسات اليومية خرجت اخبار انسحاب ولويبوز ومشادات بسبب الطعام والبوفية والغريب ان المسئولين عن هذا الحوار لم يتداركوا اخطاء اليوم الاول ولا الثاني.. ولا نستطيع هنا ان نحدد لماذا وقعت كل هذه الاخطاء؟! الفارق الزمني بين فاصل »العك« الاول وفاصل »العك« الثاني كان يكفي لتنظيم مؤتمر جيد. مجموعات الشباب كان يمكن الاستعانة بها في الادارة، التخطيط والتنفيذ فهم متعلمون ولديهم حماس وسيشعرون بانهم فعلاً يشاركون.

ثم نأتي لاسلوب الحوار والتعليق الذي اصابني بالدهشة والخجل كل الاطراف تحاول فرض سيطرتها بالصوت العالي. وظهر جلياً ان هناك صراع اجيال بين الحضور. الشباب يعتقد انه اقام الثورة وبالتالي لا يعترف بأي خبير أو سياسي أو متحدث. وهذا خطأ قاتل تماماً مثل الخطأ الذي منع الشباب من الحديث.. والنتيجة ان الغاضبين في دهاليز المؤتمر الخارجية كانوا اكثر من الحضور في القاعات واننا لم نعرف ماذا حدث في الجلسات وما الذي تم التوصل اليه.. اذا كان هناك اصلاً ما توصلنا إليه. وكل حوار وانتو طيبين..