رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إمبابة.. بلد يقرر الانتحار

 

مرة ثانية أؤكد لكم ان ما يحدث في مصر له معني واحد هو اننا بلد قرر ان ينتحر. الحكاية ليست فلول الحزب الوطني ولا الداخلية القديمة. الحكاية هي سنوات من الجهل والكبت.. سنوات من انعدام ثقافة وحضارة وتعليم. ورغم كل ذلك نستطيع علي الاقل ان نتحكم في انفسنا أو أن نتحكم في الجهلاء بيننا الذين يهددون ويدمرون مصر. حادث إمبابة هو بداية مؤشر الحرب الاهلية.. وبداية الانهيار الحقيقي لأي مجتمع هو لا يطيق التعايش سلميا مع بعضه. ورغم ان هذه الصورة البشعة غير موجودة في اغلب مناطق مصر إلا انها موجودة في بضع مناطق. وهنا يكمن الخطر. والقضية ليست من اطلق النار أولاً في إمبابة. القضية هي ان الذي اطلق النار قتل. وان الذي اطلق النار اصاب 80 مليون مصري في لحظة غضب او انفعال او تخطيط.

القضية خرجت من حيز الظاهرة إلي حيز الامر الواقع والطبيعي.. وهذا امر غير مقبول، ان نفقد حتي القدرة علي ان نتحاور أو ان نسمح للطرف الآخر ان يعبر. احداث إمبابة واحداث شارع عبدالعزيز مختلفة في الاسباب والابعاد ولكن النتيجة هي ان طرفين حملا الاسلحة واعتديا علي بعضهما البعض.

وهذه المرة ايضا سيخرج الجيش ليعد ببناء الكنيسة والمنازل المحيطة بها ثم بعد اسابيع او اشهر سيضطر لبناء قرية ثم مدينة.. وستقل قدرتنا علي البناء بينما تتزايد سرعة الهدم والتدمير. وإلي جانب المباني والكنائس من يا تري سيستطيع بناء جدار الثقة بين المصريين مرة اخري!؟ وهل سيتم البناء بنفس السرعة التي نقيم بها المباني!؟.

سبب احداث امبابة هو البحث عن فتاة مسيحية يقال انه اسلمت وتم خطفها من قبل الكنيسة. حاجة كده تشبه موضوع كاميليا شحاتة. والحكاية مش ناقصة اشتعال. ولكن كل الاطراف قررت ان تحلها بطريقتها وبيدها وهذا اعتراف بأن الجميع لا يعترف بدولة ولا ينظر إلي قانون ولا إلي أي منطق. وبالتالي اشتعلت امبابة ومات ٢١ مواطناً مصرياً منهم المسيحي ومنهم المسلم.

والتطرف لم يعد بين المسلمين فقط بل ظهرت الجماعات المسيحية

ايضا. وكل طرف يعتقد انه علي حق. وكل طرف يريد ان يأخذ حقه بيده. ومصر موجوعة جريحة. وهذا هو الانتحار الجماعي بعينه. وهذه الازمة تحتاج إلي حزم واضح. لا يصح أن يترك الجيش بعض المتخلفين الجهلة من الجانبين لذبح مصر. الذي يحمل زجاجة مولوتوف يجب ان تتم مواجهته بقسوة والذي يضرب طوبة تنضرب عليه مائة رصاصة.

مصر ستضيع.. وامثال هؤلاء ليسوا متظاهري سياسة ولا اصحاب مطالب فئوية. هؤلاء هم اساس الفوضي. والرد عليهم يكون حازما حاسماً ليعرفوا ان هناك رادعاً ومانعاً، حتي إذا ادي ذلك لوقوع ضحايا.. نحن هناك نطالب بانقاذ مصر.

ثم تعالوا إلي الكنيسة، ما هذا الذي يحدث في موضوع كاميليا أو أي فتاة اخري.. هل امثال هؤلاء هم الذين ستقوم بهم الديانة المسيحية!؟ هل ردود كاميليا شحاتة الاستفزازية مع مذيع قناة الحياة المسيحية هو ما يريدون نشره!؟ اعتقد الكنيسة تحتاج إلي اعادة نظر في أي تحرك يتم في مجتمع زادت سخونته إلي درجة الغليان. اما بالنسبة للمسلمين المتطرفين فيجب ان يعلموا ان اساس الحياة المجتمعية في مصر هو المواطنة وان خطف فتاة ليس معناه ان يخرجوا لحرق كنيسة حتي لو تم الاعتداء عليهم. الحكاية مش عضلات وفرض رأي ونفوذ.. لانها بذلك لن تنتهي ابداً. ومصر ستدفع الثمن غاليا. والاسلام لم يعتد ابدا..

مصر في خطر حقيقي.. ونحن السبب.