عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

موسم الدعاية المجانية

 

كالعادة، ستتحرك الآلة الاعلامية الامريكية بقوة بعد قتل بن لادن. هذا التحرك هو جزء من سياسة عامة تتبعها امريكا دائما لتستغل اي حدث في الدعاية وتعظيم صورة وقوة وقدرة الجيش الامريكي وفرقه وتدريباته واستعداداته ومعداته. وهي دعاية مدروسة ومطلوبة ويتم بثها بذكاء في التوقيت الذي يبحث فيه الناس عن معلومات.. اي معلومات عن الاحداث. الغرض من بث هذه المعلومات هو ابقاء صورة امريكا في صدارة القوي في العالم. وهذا ما حدث خلال الساعات التي تلت مقتل بن لادن حيث بدأ الحديث عن فريق العمليات الخاصة التابع للبحرية الامريكية الذي نفذ العملية.

وانتشرت علي كل شاشات العالم افلام وصور التدريبات التي يمر بها هؤلاء. وكأن هذه الافلام كانت معدة مسبقا أو تم سحبها من اسفل كرسي. الطائرات المروحية المتطورة التي تم استخدامها وقدرتها علي الهجوم رغم ان احدي هذه الطائرات اصيبت بعطل وتم تفجيرها - كما قيل - من القوات الأمريكية وهي عادة أي جيش لا يريد أن تقع أسلحته في ايدي الاعداء. هذه الطائرات تم ايضا تقديمها مع معدات الرؤية الليلية والاسلحة وكل ما تم استخدامة في الغارة التي تمت في 40 دقيقة بعد 10 سنوات من الحروب.

ولا شك ان فضول شعوب العالم سيلتهم هذه المعلومات. ولاشك ايضا انها ستبعد التفكير عن الكثير من التساؤلات حول دور باكستان الحقيقي في اخفاء بن لادن او دورها في قتله. من المستحيل ان تدخل هذه القوة إلي باكستان وعلي بعد 100 كيلو من العاصمة دون علم مسبق من الادارة الباكستانية اودون مساعدة منها وبهذا تكون باكستان وجهاز المخابرات بما قد استقبلت بن لادن في بداياته ودربته مع عشرات الالاف لدفعهم إلي حرب افغانستان الاولي ضد الاتحاد السوفيتي. ثم تكون باكستان ايضا واجندة ا لمخابرات بها هي اول دولة انقلبت علي هذه الجماعات الي درجة انها سمحت بتنفيذ عملية اغتيال بن لادن بعد ان شاركت طوال السنوات الاخيرة في عمليات لتصفية المجاهدين. وكل هذا طبعا تم تنفيذه بناء علي تعليمات امريكا والمخابرات المركزية. سواء دعم وتدريب المجاهدين او مطاردتهم وقتلهم لاحقاً.

سنعيش لفترة طويلة نسمع عن بطولات القوات الامريكية. وعن تفاصيل هذا الحدث الذي كانت امريكا

تنتظره منذ اكثر من عشرة اعوام. ثم وكالعادة ايضا ستتحرك هوليوود وتقدم افلامها المثيرة بتفاصيل اخري وابهار اكبر.. وستحاول امريكا ان تجعل الجميع ينسي انها اول من شجع بن لادن واول من قام بتسليحه وتدريبه. وستحاول ان تجعلك تنسي انها في اطار بحثها عن شخص واحد ادخلت هذا العالم في عدة حروب. وقامت بغزو واحتلال دولتين. وغيرت تماما من نظرة العالم للاسلام. وربما يصل الامر الي اعلان امريكا ان نظرتها تغيرت بعد القضاء علي »بن لادن« علي اعتبار انه مصدر الكراهية الوحيد لواشنطن وان السياسة العامة ستتغير لانه مات.

ومثلما صدرت مئات الكتب حول حياة بن لادن ستصدر مئات اخري حول موت بن لادن. وستحرص امريكا علي بث الكثير من الرسائل في طيات تلك الكتب. وستدور مطابع وزارة الدفاع الامريكية لتقدم المعلومات الجديدة حول الاسلحة والطائرات التي تم استخدامها في الحرب ضد الارهاب، ثم تخرج كتب اخري حول العمليات السرية التي لم تعلن طوال السنوات الماضية داخل وخارج افغانستان وهي عمليات راح ضحيتها المئات احيانا.

كل ما نعيشه الآن يهدف إلي ان تخرج بقناعة رئيسية وهي ان امريكا هي اقوي دولة وصاحبة اقوي جيش وقائدة العالم ولن تسمح ابدا بان يعتدي عليها شخص او جماعة او دولة.. رغم ان كل هذه القدرات لم تساعد علي الوصول الي بن لادن طوال عشر سنوات كاملة!! ام ان هذه السنوات كانت مطلوبة لتنفيذ سياسة امريكية.. ربما .. من يدري؟