رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أخيراً حلوة

 

أخيراً حلوة.. انتهي الحزب الوطني الديمقراطي من الحياة السياسية المصرية مات يوم 25 يناير ودفن يوم 16 ابريل، الحكم التاريخي الذي صدر انهي فكر الحزب الوطني الذي افسد الحياة السياسية في مصر، الحكم لم يصدر ضد اشخاص أو مبانٍ بل هو حكم ضد حالة مرضية ضربت مصر وانتشرت في عروقها، حكم ضد الانتهازية السياسية والتزوير والمحسوبية والديكتاتورية والفكر الشمولي، هذا الحكم هو اعلان رسمي بأن مصر لن تسمح لاي حزب أو مجموعة أو شخص باحتكار سلطة في هذا البلد مرة اخري، ولا ادري سبب تعجب البعض أو رفضه للقرار.. هل بعد كل ممارسات الحزب الوطني كانت مصر مطالبة بالسماح باستمراره؟

حتي الذين حاولوا انقاذ الحزب الوطني وآخرهم طلعت السادات كانوا يعلمون ان رفض الشعب واضح وأن كراهية الشعب لاسم الحزب عامة ومتأصلة وبالتالي لم يكن يجدي ان يتم تغيير اسم الحزب الوطني، تغيير الاسم لا يغير النفوس ولا يمسح الاخطاء ولا يمنع الداء، الاحزاب السياسية هي فكر ومبدأ يمكن ان نسامح حزب طالما كان اساسه سليما وفكره مقبولاً ومبادئه راسخة، ولكن لا يمكن ابدا ان نسامح حزباً نسي علي مدي اكثر من 35 عاماً اي فكر وأي مبادئ.. حزباً نسي قادته انهم يخدمون مصر واعتبروا انهم سادة هذا الشعب والشجرة الضارة يجب أن تقتلع من جذورها ولا يصلح معها تقويم أو تجميل علي أمل ان تطرح بعد كل هذه السنين.

حل الحزب الوطني يقضي علي فلسفة هذا الحزب المريضة، وقد يشعر بعض المنتمين له بظلم ما ولكن الواقع هو ان مصر تعرضت للظلم كثيراً بسبب وجوده، وفي معظم دول العالم المتقدمة يمكن حل اي حزب اذا ثبت تورطه كمؤسسة في جرائم ضد الشعب سياسياً أو اجتماعياً، بل ان بعض الدول تحل الاحزاب

اذا ثبت تورط قيادة بها في جريمة، وهذا ما يحدث حولنا كل يوم في العالم، ونحن لا نريد ان نصل إلي درجة حل احزاب بسبب جرائم اشخاص ولكننا بالتأكيد يجب أن نضع قاعدة حل أي مؤسسة سياسية يثبت فسادها وتخطيطها بشكل جماعي بالمخالفة لاي عرف.

الحزب الوطني زور جميع الانتخابات التي شهدتها مصر شعباً وشوري ومحليات وفعل ذلك بتعمد خاصة في انتخابات 2010 المستفزة التي انتهكت كل المبادئ والحريات، الحزب الوطني دمر الديمقراطية ودمر الحياة السياسية بالكامل وعلي المستوي الاجتماعي حدث ولا حرج.. امراض، فساد، رشاوي، تعذيب، قتل، ضرب، اهدار مال عام، قائمة من الجرائم التي ارتكبها بسبب سياسات فاسدة ورموز اكثر فسادا، هذا الفكر لا يموت الا اذا تم حل مركزه ونقطة انطلاقه وانتشاره، ولا يصلح ابدا ان يتوقع البعض امكانية الاصلاح دون عقاب وحساب من الشعب الذي ظلم وضاع بين اوهام »من اجلك انت« و »من اجل مستقبل اولادك«.

مصر كانت تحتاج إلي تنفيذ اوامر الشعب المصري بحل هذا الحزب الذي كان علامة سوداء في حياتنا اضاعت مصر علي مدي اكثر من 35 عاما.. اخيرا تم حل الحزب الوطني.. مبروك يا مصر انزاح الكابوس.