رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احذر ما تتمناه

 

سبحان الله، لو كان أي إنسان قد خرج مساء 25 يناير بعد فض اول تجمع في التحرير ليؤكد أن الرئيس مبارك وأولاده وقيادات حزبه ومعظم حكومته سيشرفون في سجن طرة خلال شهرين كنا اتهمناه بالجنون، ليس لأننا لم نكن نحلم بالتخلص من النظام ولكن لاننا لم نكن نتوقع ابدا ما ستحمله الأيام التالية من اصرار شعبي وتكتل مجتمعي وحياد الجيش، والآن أصبحنا نشاهد ونتابع اكبر تحرك سياسي وتغيير يشهده العالم في الثورات، دخل مبارك وانجاله إلي طرة حتي لو كان الرئيس السابق مريضا فهو محبوس اينما كان.

 

لم يتفق اي مصدر علي تفاصيل اليومين الماضيين، مصر باكملها تريد أن تعرف ماذا حدث بتفاصيل دقيقة، وهذا أمر طبيعي وانساني حتي ان كان بعضنا يشعر بالتعاطف، ولكن الحدث كبير فعلاً، العالم نفسه يتابعنا غير مصدق ان الشعب الذي كان مقهورا تحرك وثار وبدأ في محاكمة كل من تسبب في حياته البائسة.

بغض النظر عن تفاصيل شهود العيان فإن أيّاً منا يستطيع أن يتخيل ما يمكن ان يشعر به حسني مبارك وزوجته واولاده الآن، المسافة كبيرة جدا بين الرئاسة علي مدي 30 عاما الي سجن طرة، كل الكبار في هذه الدائرة يشعرون الآن انهم في كابوس مزعج، ليس لانهم غير واعين ولكن لانهم غير مصدقين، بداخل هؤلاء يا سادة قناعة بأنهم كانوا علي صواب لانهم تحكموا في مصر علي انها ملك لهم، وهذه الحالة التي عاشوها هي التي تخنقهم الآن في غرف السجن القاتمة الكئيبة.

بعض الانباء تؤكد أن الرئيس السابق بكي وبعضها يؤكد بكاء زوجته ثم علاء أو جمال وإلي كل الذين يريدون

معرفة التفاصيل اقول ان جميع الكبار وبالتأكيد قد بكوا علي ما وصل اليه حالهم وبدون استثناء، قد تكون دموع ندم او حزن أو أسف أو لأي سبب ولكنهم وبالتأكيد قد بكوا.. وما أكثر الدموع التي انهمرت من أعين شعب مصر بسببهم.. وما اكثر الصرخات التي تعالت تحذرهم أو تهاجمهم دون أن تجد آذاناً صاغية، تري هل سيتذكرون ذلك الآن؟

الواقع في مصر بعد كل هذا هو الاهم، لقد تمنينا التخلص من النظام والفساد والمفسدين، واكتشفنا ان الفساد في مصر ضرب جذروه في كل مكان وموقع، اكتشفنا ان الطريق القادم اطول من اي توقعات ولكننا سوف نقطعه بأمل أن نضع اساساً لهذا البلد لا يستطيع احد ان يغيره، المطلوب الان ألاّ يشغلنا الفساد السابق بقضاياه عن وضع اسس المستقبل، لقد تحقق ما تمنيناه وما سعينا إليه وانتظرناه، واصبحت الكرة الآن في ملعب الشعب، انتصرت امنيات الشعب علي امنيات مبارك وابنه جمال وضرب الفاسد المفسد، لا يهم الآن ماذا قالوا وماذا أكلوا وكيف ناموا.. المهم الآن كيف نكمل انقاذ مصر من زرعهم الشيطاني.