رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مبارك والأخطاء القاتلة

 

الأخطاء التي ارتكبها الرئيس السابق حسني مبارك في حديثه الذي أذاعته قناة العربية تدل علي ان نفس العقلية هي التي تحدثنا، ومن المفترض ان أي حديث في ظل هذه الظروف يكون لتحسين الأمور، ولكن الحديث الذي سمعته مصر والعالم أدي إلي تعقيدها بشكل اكبر، وادي إلي مزيد من الغضب بين الشعب، الأخطاء التي وقع فيها الرئيس المخلوع جوهرية تعود إلي روح واسلوب الحديث وطريقة التخاطب.

أولاً، مازال مبارك يتحدث معنا كرئيس، وهذا أمر مرفوض بعد أن تم خلعه بأمر الشعب، ثانيا مازال مبارك يصر علي أن ينكر تماماً اي علاقة له بأي فساد شهدته مصر في عهده، ومازال ايضاً ينكر ويرفض أي اتهامات موجهة إليه سياسياً، وهذا الإنكار غير مقبول خاصة في هذه المرحلة، عندما يريد اي متحدث لأي جمهور مستهدف أن يخلق حالة من المشاركة الايجابية فيما يقول، يجب عليه أن يقدم معلومة او دليلاً أو اعترافاً جزئياً علي الاقل حتي يشعر من يسمع أن من يتحدث لديه مشاعر أو انه لا يضحك علي الناس، ومبارك فشل حتي في ان يجعلنا نشعر بإمكانية الاقتناع ولو بجزء من حديثه الذي جاء ناكراً متعالياً علي المستمع، وهكذا ظهر الرئيس المخلوع وكأنه يتحدث لشعب لا يعرفه، عن شخص لم نعرفه.. خطأ اعتاد الرئيس المخلوع وحاشيته الوقوع فيه بشكل دائم..

ثالثاً، تجاهل مبارك للأحداث وتركيزه علي الحديث عن »المال« وعن التربح وعن الثروات هو تكرار لخطأ ارتكبه من قبل في كل احاديثه منذ اندلاع الثورة، ويبدو أن الرجل غير مقتنع حتي الآن بأنه كان

سبباً في الكثير من البلاوي أو يعطي انطباعاً مقصوداً بأن ما حدث لا يهمه، وبالتالي فإن رد فعل الشعب كان السخرية من الحديث ومن الرئيس المخلوع وعرضه الغريب الهزلي بتقديم إقرارات وخطابات، لأن الرد علي ما قاله هو لماذا لم يفعل ذلك يوم رحيله؟ ولماذا لم يفعل ابنه جمال ذلك؟ واذا كان هو يحتفظ بحقه في مقاضاة من هاجمه لماذا لا يعطي الشعب المصري الحق في ان نقاضيه علي سنوات المرار والعذاب والديكتاتورية التي عشناها في رئاسته وسنوات سيطرة ابنه وشلته علي مصر وهو يتفرج علينا.

كان يجب أن يظل مبارك صامتا بدلاً من الحديث الذي اذاعه او ان يحترم عقولنا عندما يتحدث ويجعلنا نشعر انه علي الأقل آسف علي ما حدث او يعترف بأن هناك اخطاء.. أما أن يتحدث بهذه اللغة المتعالية وأن يهدد فهذا أمر لم يقبله احد، زاد من حدة الغضب ضد الرئيس السابق الذي حاول ان يظهر بصورة المظلوم في اعين 85 مليون انسان يشعرون انه كان سبب ظلمهم في الحياة..