رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة إلي الأساس

 

عندما تضل الطريق في أي مرحلة في الحياة أو أي خطة اول ما يجب أن تفعله هو ان تعود إلي الاساس، العودة إلي الاساس تجعلك قادرا علي تحديد الاخطاء وان تتذكر الاولويات وتتابع الخطوات التي تمت والخطوات التي يجب أن تتم، وهذا ما يجب علينا جميعا أن نفعله الآن مع الثورة، خاصة بعد احداث فجر السبت الماضي، من الواضح تماماً أن هناك بلبلة في الرأي العام وغضباً في الأوساط السياسية وتخبطاً في اتخاذ القرارات، وهذا أمر خطير، لان الثورة نجحت ولكنها لم تطبق علي الواقع حتي الآن، واصطدام الثورة بالجيش أو حدوث ما يعكر الاجواء بين الجانبين هو أمر يهدد مصر شعباً وجيشاً وثواراً..

 

العودة إلي الأساس هي عودة إلي المطالب العامة والواقعية للثورة عيش، حرية، عدالة اجتماعية، ومحاسبة الفاسدين المفسدين، وعلي رأسهم حسني مبارك وأسرته، فاذا كانت هذه المطالب هي اساس الثورة التي اجتمع عليها الشعب، دعونا ننظر في التطبيق الذي يتم في الواقع، في خلال 10 اسابيع شهدنا تغييرات كثيرة فعلا، لا احد ينكر ذلك، ولكن هناك بطئاً شديداً في اتخاذ القرار احيانا، قد يكون ذلك من واقع الحرص علي عدم ارتكاب اخطاء، ولكن الخوف من ارتكاب الخطأ قد يؤدي بنا إلي الوقوع في خطأ اكبر وهو ان ننقسم إلي فرق مختلفة الرأي ليس حول الهدف ولكن حول وسيلة الوصول إليه، الصراحة في هذه المرحلة مهمة والصراحة هنا معناها أن نسمع بعضنا ونحترم اختلاف الاساليب.

الذي يشعر به البعض الآن هو ان شباب الثورة عاوز يعمل أي مشكلة وعاوز يعطل الحياة، وهذا ليس صحيحاً، شباب الثورة لديه شعور بأن هناك ابطاء متعمداً في تنفيذ اهداف ثورته، ويشعر رغم كل الحوار والاجتماعات والوعود أن هناك اساسيات يتم الالتفاف حولها،

القضية ليست في انهم هواة مظاهرات ولا يسعون إلي هدم مكاسب ماتوا من اجلها، هناك اذن سوء فهم يجب علاجه، وهناك فعلاً جهات تسعي لاستغلال هذا الخلل لكي تثير فوضي او تشيع بلبلة، ولن اتهم »فلول« الحزب الوطني ولا دولاً اخري لان الذين يتربصون بالثورة كثيرون، لذلك يجب ان نعود إلي الاساس.. هناك مطالب يجب أن تنفذ أو ان نعلم لماذا لم تنفذ..

المطالب المباشرة الآن هي محاكمة الفساد السياسي والاقتصادي.. وحل الحزب الوطني، خاصة بعد ثبوت مخالفته لكل قوانين العمل السياسي، وهناك ايضا حل المجالس المحلية التي تم تزويرها ولم تقم بأي دور بخلاف دعم الحزب الوطني، وهناك الي جانب ذلك عملية اصلاح المنظومة السياسية الخانقة في مصر ووضع اسس صحيحة لاي انتخابات قادمة، كل هذه المطالب لا تعطل عملا ولا تمنعه بل تثبت ان التغيير كان صحيحاً، وتأخير التنفيذ يعطي انطباعات بأن هناك من يتحايل علي المطالب وأن هناك اجندات مختلفة.. قد لا يكون ذلك صحيحاً، ولكن تجاربنا ما قبل الثورة جعلت الثقة صعبة والخوف اكبر.. وهذا ما سوف يدخلنا في نفق ننسي فيه أصل وأساس المعركة وهو التغيير في مصر.