رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ولا عزاء للثورة

 

لا يعقل أبدا أن تظل بعض الأصوات تخرج مع كل مشكلة لتوجه اللوم للثورة علي أنها السبب. هذه الثورة هي أفضل ما حدث لمصر منذ ثورة 1919. والثورة غير مسئولة عن غباء وجهل وانسياب وانفلات تراكم علي مدي 60 عاما. الذين يهاجمون الثورة الآن بسبب أحداث مباراة الزمالك والافريقي التونسي.. أصحاب نظرة ضيقة. الثورة ليست سبب الانحدار الأخلاقي في مصر. النظام السابق ومنذ 60 عاما هو سبب ذلك.. والنتيجة أننا أصبحنا نعاني من انهيار غير مسبوق في الأخلاق وعدم احترام بين الأجيال. الشعب تعرض لعمليات غسل مخ وتعتيم فكري وثقافي أوصله إلي مرحلة اللامبالاة بأي شيء. واقتنع الكثيرون أن لغة القوة هي أفضل لغة تستخدم في المجتمع. وبالتالي خرجت أجيال متعاقبة تؤمن بهذه الفكرة.

 

النظام كان يحمي نفسه بأن يرهب الناس من الشرطة ومن السلطة.. أما ما يحدث بعيدا عن حلقة الاهتمام فلا رادع ولا مانع. وهكذا وجهنا العنف الذي بداخلنا للمجتمع.. وهذا ليس ذنب الثورة علي الاطلاق بل هو جريمة وقعت وكنا نحذر منها ونواجه نتائجها الآن.

الثورة غير مسئولة عن التعصب الكروي الأهوج. وهذا أيضا نتيجة حتمية لحالة العزل الذي تعرضنا له فكريا. لقد تحولت كرة القدم إلي الباب الوحيد الذي يستطيع من خلاله الشعب وخاصة الشباب التنفيس عن أنفسهم. الثورة لم تدخل ثقافة الالتراس إلي مصر ولم تدخل الشماريخ.. الثورة لم تزرع هذا الكم من الغضب داخل صدور الناس بل خرجت لتعبر عنه ولتغير الواقع الذي كنا نعيشه.

الأمن لم يكن ميزة في العهد السابق بل كان وسيلة للسيطرة معظم البلطجية أبناء للسلطة السابقة.. كانوا جزءا من هذا النظام الفاسد

وأصدقاء للشرطة والمخبرين. البلطجية كان مسموحًا لهم ارتكاب جرائم طالما كان لها سقف. ولم يفلح قانون الطوارئ معهم لأن دخولهم السجون كان أساسه أحيانا هو عدم رضا البيه الضابط عنهم. والأمن الحقيقي كان يعاني من قلة الرواتب والإمكانيات والأعداد أما الأمن المخصص للحفاظ علي الكرسي فكان متوفرا. وهذه سياسة أدت إلي خراب المنظومة الأمنية، بدليل أن الضباط الآن لا يعرفون كيفية التعامل مع الناس. يخافون من المواجهة في ظل مجتمع وطبقات تعتبر أن الثورة أعادت لهم حرية الغابة.

ما حدث في مباراة الزمالك هو اكتشاف مزيد من جذور الخراب الذي استشري في جسد مصر. وهذا هو ما يجب أن نتخلص منه بقوة وبمواجهات مباشرة. نحن نريد دولة قانون وعدل ولن نسمح بدولة تسودها الفوضي. وتغيير ثقافة وفساد وجهل تراكم علي مدي سنوات يحتاج إلي سنوات وسنوات من العمل في ظل سيادة واضحة وعادلة للأمن. لن نظلم أحدًا ولكن يجب أن نعاقب كل من يظلم المجتمع ويحاول أن يخربه. لا تلوموا الثورة لأنها أنقذتنا فانكشف الدمار الذي كنا نعاني منه في مصر.