رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعلموا من اليابان

لأول مرة منذ أسابيع اكتب عن حدث وقع خارج مصر، الحدث هو زلزال اليابان الذي لفت انظار العالم اجمع لحجمه الكارثي وآثاره المدمرة التي تهدد بكوارث اكبر، منها تسرب نووي محتمل، تخيلوا معي لا قدر الله لو كانت مصر قد اصيبت بزلزال بنصف قوة ما حدث في اليابان، كيف كنا سنتصرف؟ العالم تابع زلزال اليابان بكاميرات المراقبة في الشوارع وعبر الكاميرات المثبتة في المكاتب، رد فعل الشعب يدل علي انهم اصحاب ثقافة ولديهم معلومات حول كيفية التعامل وقت الازمة، هناك اساس واستعداد، وطبعا هذا لا يوجد عندنا لاننا كنا ومازلنا نعيش ببركة دعاء الوالدين.

من بين مئات اللقطات التي انتشرت علي الانترنت تسجيل لمجموعة من اهالي مدينة او قرية من اعلي تل يطل علي قريتهم والماء يكتسحها، والاهالي يهنئون بعضهم، لقد تعلم هؤلاء وتم تدريبهم انه في حالة الكوارث والزلازل يجب علي الجميع ان يتوجه إلي اعلي التل، وهذا ما حدث، الامهات توجهن إلي هناك وهن علي قناعة ان الابناء والبنات في المدرسة سيجدون من يحركهم إلي نفس المكان، لم تعم الفوضي رغم انتشار الذعر والرعب، وحتي عندما طلبت الحكومة اليابانية مساعدات دولية، حددت ما تحتاج إليه، والذي يحدد يكون قد درس الموقف وعرف ابعاده، لان الحكاية مش بالبركة والفهلوة.

واليابان بلد اعتاد علي الزلازل، حتي ان منازل اليابانيين كانت تقام قديما في قراهم من دور واحد ومن اخشاب خفيفة وغرف غير ممتلئة بالاثاث، ومازالت مناطق كثيرة تتبع نفس نوع البناء، وحتي عندما بدأت عمليات بناء ناطحات السحاب اخترع اليابانيون افضل نظم البناء لتحمل هزات الزلازل، فتجد

العمارة ترقص ولا تسقط لانها مبنية لتتحمل ذلك، وفي المدن الساحلية لا تجد هذه الارتفاعات قرب البحر أو المحيط، ولا تجد منازل في مخرات السيول، ولا تسمع عن مقاول خالف شروط البناء او الارتفاع، قانون محترم وانظمة محددة معلنة والجميع ملتزم ويتحرك بهدوء لانه واثق ان لحظة الكارثة تحرك عشرات الأجهزة لتبذل اقصي جهدها.

شعب اليابان لو لم يكن مستعدا لمثل هذه الكوارث كان سيتعرض الي اضعاف هذه الخسائر في الارواح والابنية، وهم يعلمون تماما ان عدم وقوع الكارثة ليس معناه ان ننسي الاستعداد لها، انظروا إلي هذه الثقافة ثم انظروا إلي احداث السيول عندنا وما حدث في مصر عندما اكتشفنا ان معظم مخرات السيول الطبيعية تحولت إلي قري ومبان جرفتها المياه، وخرج المسئولون يفسرون التقصير بأن مصر لم تشهد سيولا منذ سنوات طويلة وبالتالي تم استخدام هذه المخرات ولكنهم لم يفسروا عدم وجود نظام للطوارئ ولم يفسروا عدم قدرتهم علي ادارة الازمة واختفاء المحليات وقصور الخدمات.. اليابان تمر بكارثة وتعلم العالم اجمع كيف تدار ازمات بهذا الحجم.. تعلموا.