رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عودة إلي‮ ‬الحقيقة

التعليم والثقافة أهم دعائم مصر في‮ ‬السنوات القادمة‮. ‬وطوال الثورة كنا نعاني‮ ‬من الاثنين‮. ‬فلا تعليم ولا ثقافة‮. ‬بعد الثورة تحركت السلطة والنظام لتغيير التاريخ وكتب التاريخ والتأثير علي‮ ‬عقلية الاطفال وزرع أفكار في‮ ‬عقولهم‮. ‬اخرجوا الكتب الدراسية من الواقع الي‮ ‬عالم مختلف‮ ‬يتحكم فيه النظام كما‮ ‬يشاء ويريد‮. ‬أصبح كل الماضي‮ ‬مجهولاً‮ ‬مرفوضاً‮ ‬مشوهاً‮ ‬وأصبحت الثورة وقياداتها هم الامل‮.. ‬وتغيرت مع كتب التاريخ مصر بأكملها‮. ‬أجيال خرجت تجهل حقيقة ماضيها ولا تشعر بقيمتها‮. ‬أبطال وهمية علي‮ ‬ورق الوزارة وانجازات ورسائل سياسية لا هدف لها سوي‮ ‬تمجيد الافراد والثورة والغاء كل ما قبلها‮. ‬وفي‮ ‬الثقافة أيضاً‮ ‬تعرضنا الي‮ ‬ضربة قوية فاذا كان التعليم قد تغير فان الثقافة تتأثر وتزداد الحدود عليها وعلي‮ ‬الفكر‮.. ‬فتموت وتتحول الحياة الثقافية الي‮ ‬دنيا بلا مضمون‮ ‬يخاف فيها المثقف أو المفكر أن‮ ‬يعلن رأيه‮.‬

بعد ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير أعجبني‮ ‬قرار بداية تصحيح المناهج الدراسية‮. ‬هذه بداية صحيحة تماماً‮. ‬التغييرات الاولية مبدئية ولكنها اعتمدت علي‮ ‬الغاء بعض الدروس والفقرات والتعبيرات أكثر من اعتمادها علي‮ ‬وضع مواد جديدة‮. ‬محاولة أولية للنظافة وانقاذ الاطفال من أفكار الحزب الوطني‮ ‬وبابا مبارك وماما سوزان‮. ‬لقد وصل النفاق الي‮ ‬مرحلة تدريس قوة الحزب الوطني‮ ‬وسيطرته علي‮ ‬مصر في‮ ‬كتب المدارس‮. ‬وكان حسني‮ ‬مبارك هو الرئيس والاب والبطل وصورته في‮ ‬كل مدرسة وعلي‮ ‬كل حائط‮. ‬المسئولون أعلنوا ان التغييرات الاولية ستتبعها نظرة شاملة علي‮ ‬الكتب المدرسية‮. ‬وهنا‮ ‬يجب أن نهتم بما تتم إضافته قدر اهتمامنا بتغيير الدستور‮. ‬لان

تغيير العقول أهم من تغيير الدستور‮.‬

نحن لا نريد أن تمجد كتب الدراسة أي‮ ‬نظام أو حزب سابق أو حال أو مستقبلي‮. ‬ولا نريد أن نمجد أشخاصاً‮ ‬ونمنحهم بطولات وأن نقتل تاريخ أشخاص آخرين‮. ‬نريد أن نقدم لاطفالنا مصر علي‮ ‬حقيقتها ومنذ بداية القرن الماضي‮. ‬لا نريد تشويه الملك لانه كان ملك مصر ولكن نريد أن نقدم الحقائق المجردة وننصف علي‮ ‬حياد تام‮. ‬نريد إظهار دور الوفد وأحزاب مصر قبل الثورة وقوتها وديمقراطيتها‮. ‬ونريد أيضاً‮ ‬أن نمنع أنفسنا من الوقوع في‮ ‬نفس الخطأ السابق فنحن لا نسعي‮ ‬الي‮ ‬تشويه الثورة التي‮ ‬حكمتنا علي‮ ‬مدي‮ ‬60‮ ‬عاماً،‮ ‬ولكن‮ ‬يجب أن ندرسها لاطفالنا علي‮ ‬حقيقتها‮. ‬ولا نريد تشويه عبدالناصر أو السادات أو حتي‮ ‬حسني‮ ‬مبارك فلنضع الحقائق ونترك الحكم والاستنتاج لعقلية الطالب‮. ‬

عودة مصر الي‮ ‬الحقيقة تبدأ من الكتب الدراسية‮. ‬وتغيير المناهج‮ ‬يحتاج أيضاً‮ ‬الي‮ ‬جمعية تأسيسية منتقاة‮. ‬لقد أنقذنا الحاضر بثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮... ‬دعونا نسعي‮ ‬بواقعية نحو إنقاذ المستقبل في‮ ‬عقول أبنائنا‮.‬