رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أرض الخريجين

ضحكت كثيراً وأنا أقرأ اسمي في خبر نشرته كل وسائل الاعلام حول التحقيقات الجارية الان في جرائم الاعتداء علي اراضي الدولة وتوزيع اراضي الخريجين، واكتشفت أن العبد لله وأنا لم امتلك يوما متر ارض واحداً لا انا ولا احد في اسرتي، اكتشفت ان اسمي يأتي في ذيل قائمة بها أسماء تمتلك مئات بل الاف الافدنة واسماء اخري لا اعلم اذا كانت تمتلك شيئاً أم لا، وانا ليس عندي أي مانع في أن امتلك ارضاً بس ياريت يقولوا لي أين هي؟

القضية وما فيها أيها السادة تعود إلي بضع سنوات ماضية عندما اكتشفت أن وزارة الزراعة توزع اراضي علي الخريجين في منطقة جنوب بورسعيد، والمصيبة هي أن كل هؤلاء كانوا من خارج بورسعيد أساساً، فسارعت بتقديم طلبات عديدة كانت في مكتبي الخاص بخدمة المواطنين إلي مكتب الوزير امين اباظة، واتذكر أنني قلت له أن شباب بورسعيد أولي بارض المحافظة من الاغراب.

بعد اكثر من اسبوعين اتصل بي مكتب الوزير واكد أن سيادته قد اعتمد الطلبات التي تقدم بها الشباب وكانت حوالي 30 طلبا وكان توقيع الوزير بالموافقة علي الطلب اذا توفرت الارض واذا تطابقت الشروط والقواعد، وللأسف لم يحصل كل هؤلاء الشباب علي ارض بل حصل 8 منهم فقط علي ارض الخريجين بعد ان تقدموا بما يثبت احقيتهم وبأوراق رسمية، والحقيقة أنني كنت اتمني أن احصل علي الف قطعة لشباب بورسعيد الذي ظلم كثيراً ولا يجد عملا ولا سكنا في محافظته.

وطوال الاشهر التالية عكفت علي تقديم عشرات الطلبات للشباب وقمت بتزكيتها جميعاً، حتي يسجل رسميا أن هناك طابورا من ابناء بورسعيد في انتظار الاراضي بدلا من ان تذهب إلي اخرين خارج المدينة، وحتي تكون لهم الاسبقية، وذهبت إلي الوزير السابق احذره من قيام بعض اعضاء المجلس المحلي في بورسعيد بالاستيلاء علي الاف الافدنة شرقا وغربا بينما

لا يجد الشباب حقهم، وحددت له الارض التي تم الاستيلاء عليها ليردها إلي اصحابها، وواجهت ايضا مافيا وضع اليد علي اراضي بحيرة المنزلة وسعيت - وهذا مثبت - إلي قيام الاجهزة المعنية بإزالة هذه التعديات.. فكيف بعد كل هذه الحروب والمحاولات أكون في مثل هذه القائمة؟

ودعوني هنا افسر لكم سبب ضحكي عندما قرأت الخبر، رغم ان الموقف لا يستوجب ذلك، السبب ايها السادة هو انني كنت امام الفرصة للتربح طوال عملي بالصحافة، وما اكثر العروض التي قدمتها بعض الجهات وكانت هناك فرص لاراض بمئات الافدنة وفيلات في الساحل الشمالي ومزارع وغيرها وكانت كلها أشياء يسهل الحصول عليها بلا دوشة او شوشرة ولكن المبادئ والضمير اهم من كل اموال الدنيا.. ولا يعقل بعد كل هذه السنين ان انظر إلي بضعة افدنة بسيطة في ارض الخريجين، ثم أن ما يثير السخرية فعلا هو ان البعض يعتقد أن أي طلب يتقدم به عضو مجلس شعب هو لمصلحته فنحن لم نعتد علي النظافة في حياتنا ابدا وسط قذارة الحزب الوطني ورجاله وتربحهم بشكل دائم من مناصبهم.. وشر البلية ما يضحك، ولكننا الان نعيش عصرا مختلفاً تعاد فيه الحقوق وتظهر فيه الحقائق وهذا ما يجعلني ويجعلك اكثر اطمئنانا.