عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحرائق المدبرة

ما كل هذه الحرائق التي تشتعل الآن في مصر خاصة في مبان تابعة لأمن الدولة؟ من الواضح جداً أن هناك من يحاول تدمير مستندات وأوراق هامة. ومن الواضح أيضاً أن هناك من يسمح بذلك ويساعد عليه.والأمر لم يعد مجرد حريق ينتج عن هجوم بلطجية أو غضب مصطنع لبعض المتظاهرين.

عمليات الحرق الآن أصبحت تتم »علي عينك يا تاجر« لأنه من الواضح جداً أن كل أجهزة فرم المستندات لا تكفي.،عملية تدمير المستندات هي عملية مزدوجة الأهداف وتقترب من الخيانة العظمي. الهدف الأول هو تدمير سجلات وملفات تحتاجها أي مؤسسة للعمل، وهذا أمر تم في مؤسسة الرئاسة ومكاتبها وتم في ادارات الشرطة والمرور وتم أيضاً في عدة وزارات وفي مجلس الشعب. والهدف الثاني الان هو اخفاء جرائم ومستندات تدين المئات من المجرمين في حق هذا الشعب.

وإذا كانت الثورة والحالة الأمنية في الشارع المصري قد شغلت الأجهزة عن متابعة بعض المؤسسات بشكل يحميها من العبث، فإننا الآن نحذر من استمرار عملية »الطناش« الواضح خاصة بالنسبة لمباني وزارة الداخلية ومباني مباحث أمن الدولة.

في غضون الأيام الماضية احترقت مستندات في مقر وزارة الداخلية الرئيسي ثم في مقر أمن الدولة في جابر ابن حيان بالدقي ثم بالأمس تم حرق مبني أمن الدولة في مدينة 6 أكتوبر. كل هذه المباني وغيرها في المحافظات شهدت تصاعد ألسنة اللهب وسحابات الدخان من حدائقها أو مكاتبها. وكلها أيضا مبان مؤمنة وبها ضباط أمن الدولة وبها أجهزة اطفاء حريق وتستطيع الاتصال بقيادات وأجهزة أخري تستعين بها سريعاً. كل ذلك يثبت أن هناك أموراً مدبرة بلا خوف من دبابات الجيش الواقفة أمام البوابات، لأن الجيش يحمي المباني والمؤسسات من الهجمات الخارجية المحتملة ولكنه لا يستطيع أن

يرسل جندياً ليقف ويحرس كل ملف وورقة.

الغريب أننا لم نسمع حتي الآن عن اعتقال أحد في أي مؤسسة لقيامه بإتلاف مستندات خاصة في أمن الدولة!؟ وهذا مؤشر غير سوي وغير جيد يعيدنا الي نظرية المؤامرة التي نحاول أن نتغلب عليها. وما يحدث يجعل الشعب يفقد الكثير من الثقة في الأجهزة التي تسيطر علي مصر الآن، وفي قدرة الجيش علي مواجهة هؤلاء الفاسدين ومنعهم من تدمير أدلة هامة. الحرائق المدبرة في مصر قد تحرق أوراقا تجعل الناس تشك في الجميع بعد ذلك. وتسمح لبعض الفاسدين بالهرب من العقاب. وهذا سيدخلنا في دائرة المحاكم الثورية التي ستحاكم بلا أدلة وستحكم اعتمادا علي كلام وشائعات غير صادقة أحيانا. أو ستضطر الي اطلاق سراح مجرمين لعدم وجود دليل مادي ضدهم. وبالتالي ينتشر الشك والفوضي بين الناس.

الشعب الآن يريد أن يشعر بالأمان الفعلي وأن يري عددا من الذين يحرقون وقد تم القبض عليهم بتهمة تدمير مستندات رسمية. افعلوا شيئاً يجعلنا نثق  أن ما نسمعه من وعود هو حقيقة وليس مجرد كلام يضيع وسط سحب الدخان الأسود التي أصبحت تنطلق من داخل معظم مؤسسات مصر.