رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القذافي.. وسنينه

لا شك أن الفنان عادل إمام وكل عمالقة الكوميديا في مصر والعالم يسجدون لله شاكرين علي ان العقيد القذافي قرر أن يحكم ليبيا بدلاً من العمل في السينما. القذافي لديه موهبة فطرية بسيطة وهي انه لا يمثل، الحكاية معاه طبيعية جدًا. شخصية سيكوباتية مركبة ومعقدة وتحكم شعبها منذ 41 عاما وبالتالي لا يري أساساً أي داعي لأن يترك ليبيا وهو مستعد أن يقتل كل شعبه ليبقي في كرسيه ويستورد شعباً جديداً مثل المرتزقة الذين استوردهم لقتل أي معارضة وحماية حكمه.

 

انطلق العالم أجمع ليتحدث عن القذافي ونوادره التي تملأ كتباً عديدة. ومن النوادر أن القذافي كان يخطب أحياناً في تجمعات دولية فيصاب الحاضرون بنوبات ضحك أو نوم، كان العالم ينظر إليه ويتعجب علي حال العرب وحكام العرب وصمت العرب علي هذا البلاء، وحتي في التجمعات العربية كانت عروض القذافي علي هامش أي قمة تجذب الانتباه فهو غاضب تارة أو مشاكس أو زعلان ويجلس في خيمته ليذهب إليه الزعماء والرؤساء لإقناعه بالمشاركة في الاجتماعات.

وربما تكون مصر هي أكثر الدول التي شهدت توترًا في العلاقات مع الأخ العقيد الركن علي فترات مختلفة، ومازال الكثير منا يذكر رسوم الكاريكاتير للفنان مصطفي حسين وكلمات وتعليقات عمنا الكبير أحمد رجب ومقالات الساخر محمود السعدني حول ذلك الزعيم في فترات كثيرة. ولكن السنوات الأخيرة شهدت هدوءًا نسبياً مراعاة للكثير من الأشياء أهمها العمالة المصرية في ليبيا واعتياد القذافي الانتقام من مصر بطردهم أو منعهم من الدخول.. العالم أجمع كان يتعامل معه »معاملة أطفال« وهو مصطلح معروف للمصابين بأمراض عقلية لا علاج لها.

والحوار الأول للرئيس القذافي- حوار التوك توك- دخل التاريخ الإنساني كأقصر

حوار في العالم لرئيس أثناء أزمة. فهو لم يستمر سوي بضعة ثوان همهم فيها القذافي بطريقته القديمة ولم يفهم أحد ماذا يريد أن يقول ولكنه استعرض الشمسية والتوك توك ثم غادر غاضباً!! أما الحوار الثاني فحدث ولا حرج لأنه أكد للعالم أجمع أن هذا الرجل مصاب في عقله ويحتاج فعلا إلي علاج، وهو يؤكد كل الآراء التي كانت تقال حوله.

ستذكر ليبيا القذافي وسنينه السوداء التي امتدت أكثر من 40 عاماً وستذكر كل الشعوب العربية زعماء عفي عليهم الزمن وهم لا يفهمون أن موعد الرحيل قد جاء رغم تأخره وأنهم لن يبقوا في كراسيهم وسيرحلون لا محالة. ولكن القذافي للأسف أصبح مثل »نيرون« يدير حرق ليبيا قبل رحيله ولو استطاع لأحرق العالم أجمع وهو يتصرف دون أدني شعور بالإنسانية.. لقد تأخرنا جميعا في مواجهة أمثال هؤلاء الأرجوزات.. ولكن علي الأقل خرجنا الآن لنسقطهم، والشباب الذي يموت والشعوب التي قررت أن تخرج مستعدون لدفع الثمن من أجل الحرية، لقد ثارت شعوب الوطن العربي ضد الاستعمار وهي تثور الآن ضد الطغيان.. وأشباه الرجال الذين حكموا وسرقوا وأفسدوا.