رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عملوها الشباب

عملوها الشباب.. اسقطوا نظاماً لم توقع احد أن يسقط بهذه السهولة، وسوف يسجل التاريخ الانساني أن ثورة شباب مصر هي إحدي أهم ثورات التاريخ لأنها وبحق ثورة شعبية خالصة خرجت وتوحدت واصرت ودفعت الثمن غاليا.. وانتصرت.

عملوها الشباب، واعادوا لكل مصري احترامه لنفسه واعادوا احترام العالم لمصر وشعبها، اليوم أكتب لكم في أول يوم حرية، شعور هادئ بالرضا وقلم يجري بهدوء علي الورق الأبيض، لم اكن اتوقع وأنا اخرج من منزلي صباح 25 لأشارك في هذه المظاهرات ان النتيجة ستكون فعلاً سقوط النظام.. وبعد ساعات في منتصف اليوم وسط اضخم جمع رأيته في مظاهرة مصرية اصبحت متأكدا ان ايام هذا النظام اصبحت معدودة، وأن مصر خرجت ولن يستطيع أحد أن يعيدها إلي السجن النفسي والفكري واليأس الذي سجنوا فيه الشعب.

عملوها الشباب بكل طوائفه وكل قطاعاته.. في ميدان التحرير طوال أسبوعين لم يكن هناك مسلم ومسيحي، ولا غني او فقير، كنا جميعا رجلاً واحداً وقلب واحداً، وهذه الروح العامة ظهرت في أيام تحررنا فيها جميعا من قيود نظام جعلنا نكره مصر ونكره انفسنا.. وعلي ارصفة الميدان اكتشفنا حقيقة معدن مصر ومعدن رجالها وشعبها، تقاسمنا ارغفة العيش واكواب الشاي القليلة، شعرنا ان مصر تحب بعضها وان ما كنا نعيش فيه هو عالم فرض علينا مليء بالخوف.

عملوها الشباب ولم يكن لهم اجندات أو اهداف سوي انقاذ مصر

من هذا النظام ومن رجاله الذين نهبوا مصر، واليوم هو أول ايام تاريخ مصر الحديث، هذا التاريخ سنكتبه جميعاً..

كنا نرفع علم مصر في مباريات كرة القدم وخلال الايام الماضية رفعناه بعزة وكرامة، شعرنا بمعناه وقيمته.. وعادت مصر لنا فعلاً.. لقد دافع الشباب عن مصر وعن العلم واستشهد الكثيرون منهم ايمانا بحرية بلدهم.. دفعوا الثمن نيابة عنا جميعا..

عملوها الشباب.. ورحل مبارك.. وتبقي مصر حرة بشعبها قوية بشبابها، لقد بدأت مصر القرن العشرين بثورة نالت بها الاستقلال والحرية، واثرت هذه الثورة علي كل العالم في ذلك الوقت.. وها هي تنهض في بداية القرن الواحد والعشرين بثورة اخري سيكون لها آثار في كل الدنيا.. من حقنا أن نفرح اليوم.. ولكن أن نستعد للعمل الشاق غداً.. ولكن علي الأقل سنضمن ان العمل الشاق الذي سنقوم به ونتحمله سيكون له عائد علينا ولنا وليس لجيوب رجال النظام الذي رحل بغير رجعة.