احذروا الانتقام
ودعونا نعترف بأننا نعيش في بلد غارق في الفساد، من أصغر إلي أكبر مسئول، بلد بلا إدارة أو نظام نعتمد عليه، وأن الصوت العالي الآن يسود فوق القانون، والقانون اختفي منذ سنوات لأن النظام لا يحترمه ولا يطبقه إلا علي الشعب الغلبان، نظام أحمق أدخلنافي دائرة حذرنا منها مراراً وتكراراً.. ولم يسمعنا أحد ظنا بأن الشعب ليس له أنياب.
ولكن - أرجوكم - وبالمنطق دعونا نعترف أيضا بأن الذين يخرجون الآن للانتقام يرتكبون خطأ فادحاً في حق أنفسهم وحق مصر، لقد خرجنا يوم 25 من أجل هدف نبيل لابد وأن يتحقق وهو أن نسقط النظام ونستعيد مصر بحرية وديمقراطية، والذين يخرجون الآن بعيداً عن هذا الهدف يخرجون بدافع الظلم الذي وقع عليهم في مشكلة أو أزمة ليحاولوا الانتقام فيدمروا صورة الثورة الرائعة التي يقوم بها شباب مصر والتي ننام فيها كل ليلة ونحلم بغد مشرق لمصر.
لقد انتظر أصحاب المظالم في مصر سنوات طويلة وصبروا ضد الظلم والقهر والطغيان، واليوم قام شباب هذا البلد بثورة ليغير من النظام الذي تسبب في كل ذلك لتعود العدالة الي الوطن.. والعدالة يا سادة تعني ان يسود العدل ونأخذ حقنا ليس كمنحة من أحد ولكن بضمان
احذروا يا سادة أن ننتقم من أنفسنا فنكون بذلك مثل الذي مارس انتحاراً جماعياً، لقد انتصرت ثورة الشباب بإرادة الشعب.. وسوف يسقط هذا النظام بل لقد سقط بالفعل فلماذا ندمر انجازات راح ضحيتها 310 زهرات في بستان هذا الوطن.. شهداءنا دافعوا عن الحرية وعن حقنا في الحياة ولا يجب أن يتغير الهدف من الثورة.. الهدف هو أن ننقذ مصر لا أن نحرقها علي رأسنا جميعاً.. اللهم الطف بنا.
وإلي الرئيس مبارك وقادة مصر أقول إن الصبر ينفد يا سادة لدينا ولديكم.. وما تقدمونه قليل.. الشعب سيهدأ بقرار يشعره ان التغيير قد بدأ.