رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منظومة الإعلام

هناك أزمة ثقة حادة بين الشعب والنظام. وهذه الثقة لن تعود في يوم وليلة، ولن تعود حتي لو تغيرت الوجوه التي تتحدث والتي تقدم الوعود. الشعب يريد أن يلمس التغيير ويراه منفذاً. ولو بحث النظام في أسباب عدم الثقة، ورفض الشارع خلال الأيام بل السنوات الأخيرة، لكل ما يقوله المسئولون سيجد الإعلام والمنظومة الإعلامية جزءاً أساسياً من هذه الأسباب. إعلام مصر أسير لدي الحكومة والحزب الوطني، وما يقال عن أنه إعلام قومي هو كذب وافتراء. الإعلام المصري والتليفزيون والإذاعة تحولت منذ فترة طويلة إلي أبواق للحكومة والحزب الوطني، يسبحون بحمد الرئيس ورجاله صباح مساء، ويستخدمون هذه المدفعية الثقيلة في الهجوم علي أي شريف في هذا البلد، واستباحوا صفحات الجرائد والبرامج للدعاية الفجة للنظام، واحتكروا البث الأرضي ثم هددوا كل الفضائيات لتلتزم بما يريدون.

وفي الأيام الأخيرة ظهر الوجه القبيح بكل تفاصيله في الصحف والتليفزيون والإذاعة. مخطط شامل للدفاع عن الحزب الوطني والنظام وبشكل فج أثار غضب الشرفاء في هذا البلد، وخرج حملة المباخر وأراجوزات هذا النظام في الأيام الأولي لثورة الشعب يتهمون ويشتمون ويكشرون عن أنيابهم للمعارضة وبنفس أسلوبهم المعروف. كانوا يتوقعون أن النظام سوف يكسر هذه المظاهرات كالعادة، ولم يكن أحد منهم يتوقع أبعاد ما يحدث في مصر، ورغم ذلك استمرت السياسة المرفوضة في الإعلام المصري، وهي سياسة لم يرها العالم منذ الستينيات من القرن الماضي تهدف إلي السيطرة علي عقول البسطاء ببث الأكاذيب وكتابة رأي الحكومة والحزب الحاكم والدفاع المستميت عن النظام وتشويه أي تحرك سياسي أو معارض.

إصرار التليفزيون علي سياسة أجندة مخابرات الخمسينيات والستينيات أفقد النظام أي مصداقية، فيما يقول سواء القيادات القديمة أو الجديدة. الشعب لم يعد يصدق هذا التعمد

الواضح للكذب والالتفاف علي الحقائق والسيطرة الشاملة والكاملة علي كل ما يقال، وأصبحت علامات الغضب واضحة حتي في أرجاء العالم، نظام يعدنا بالتغيير والديمقراطية وإعلامه يستمر في بث السموم كل يوم، يحدثون مصر عن الصراحة وعن الشفافية والإعلام يغتالها كل يوم وليلة، وكأنه أصبح دولة داخل الدولة فكيف يتوقعون من الشباب والأحزاب أن تصدقهم في أي وعود أو أي تغييرات؟!

الإعلام المصري في حاجة إلي حرب تحرير تكسر التقاليد القديمة، هذا الجهاز ملك لكل شعب مصر، وللأسف يدار كعزبة. كل قيادات الإعلام تدين بالولاء لمن يعطيهم الكرسي، وبعضهم علي استعداد لأن يفعل أي شيء ليصل إلي الكرسي وأي شيء ليستمر عليه.. هناك من يطبل وهناك من يرقص وهناك من يحمل المباخر يتبارون في استباحة صاحبة الجلالة والدفاع عن السلطان.. نسوا رسالة الإعلام وواجب الإعلام، وهم الآن في موقف الدفاع عن أنفسهم قبل الدفاع عن النظام، يريدون استمرار هذا الفساد.. وهذا أمر محال لن يسمح به الشعب بعد الآن.

لو أرادت القيادات الجديدة إثبات نيتها في التغيير الفعلي فلتبدأ بتحرير الإعلام المصري فوراً، كفانا نفاقاً ورياءً وكذباً، كفانا استغلالاً وضحكاً علي الشعب.