عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصيبة الأكبر

الدكتور احمد نظيف رئيس وزراء مصر رجل من المفترض أن يشعر بالشعب الذي يرأس حكومته، ومن المفترض أن يقدم حلولا للمشاكل التي نعيشها، وهي مشاكل لن تحلها التصريحات.. ووسط الغضب الشعبي الاخير تزايدت عمليات او محاولات الانتحار حرقاً أو بقطع شرايين اليد، واستعدت مصر ليوم 25 وتعالت اصوات المظاهرات المطالبة بالتغيير، ومن المفترض في مثل هذا الوقت ان يخرج أي رئيس وزراء إلي الشعب ويناقشه بصدق أو أن يصارحنا ويعلن استقالته لانه فشل في حل المشاكل سواء الحديثة أو التي يقول دائماً لاصدقائه انه ورثها من النظام.

ولكن الدكتور نظيف خرج يوم 24 بحديث آخر مختلف، خرج لشعب يصرخ من البطالة ليقول لهم إن الحكومة ليس لديها وظائف! وهاجم ظاهرة الانتحار واعلن انها لن تحل المشاكل في مصر!! ولا احد يفهم ماذا يريد رئيس الوزراء بالضبط؟ هل يريد أن يرسل رسالة للشعب من نوعية اضرب رأسك في الحيط! ممكن.. وبالفعل، فإن تصريحاته حول حالات الانتحار ينقصها الذكاء.. الشعب المصري حاول حل المشكلات بكل الطرق السلمية الممكنة، صرخنا عارضنا، تظاهرنا، طالبنا، ناقشنا، بهدوء وابتسمنا ثم ناقشنا بسخونة.. طرحت كل قوي المعارضة كل الطلبات مكتوبة ومسموعة.. وفي التليفزيون.. صدقنا الوعود عاما بعد عام بينما لم نر سوي فساد يتزايد وحقوق تضيع وديمقراطية تختفي .. وافراد الشعب الذين خرجوا ليموتوا انفسهم وينتحروا فعلوا ذلك بعد ان استنفدنا كل السبل الممكنة والمتاحة

في ظل حكم الحزب الوطني.. وشعروا بأنه لم يعد امامهم سوي هذه الوسيلة ليتخلصوا مما يعانون منه.

والشعب الذي يحرق نفسه اليوم سيحرق الحكومة غداً، ورئيس الحكومة الذي يقول إن الانتحار ليس حلا يجب أن يقول لنا هو وجهابذة الحكم في مصر.. ما هو الحل اذن؟ هل تستطيع أن تقول لنا ما هو الحل يا رئيس الوزراء؟ اين التغيير؟ اين الاصلاح؟ اين الديمقراطية؟ أين الانتخابات الحرة؟ أين حقوق الانسان؟ أين الادارة السليمة؟ لماذا ينهشنا الفساد ولا نشعر بأي تغيير؟ لماذا يصر الحزب الوطني علي أن يخنقنا بهذا الشكل.. ثم تقول لنا إن الانتحار ليس طريق الحل!!! هل راجعت نفسك قبل هذه التصريحات يا رئيس الوزراء؟ إن كنت تدري بحالنا ولا تفعل شيئاً فهذه مصيبة..ولكن في حديثك اعتقد انك لا تدري عن الحال شيئاً، ولا تشعر بمدي خطورة أي موقف وهذه هي المصيبة الاكبر التي تسبب فيها حزبك واغرقتنا فيها حكوماته..