الخوف من الانقسام
ليس انقساما، ولن يكون هناك انقسام في مصر بدرجة خطورة طالما احترمنا رأي بعضنا البعض، من حقنا في التحرير أن نظهر تخوفنا من استمرار حكم العسكر وان نطالب برحيلهم، وهذا أمر طبيعي لأننا عانينا من حكم العسكر علي مدي 60 عاما رغم كل وعودهم في بداية ثورة يوليو وبعدها، ومن حقنا أيضا أن يكون بيننا من يسعي إلي الاستقرار
ويطالب باستمرار المجلس العسكري لحين تسليم السلطة إلي حكومة وإدارة مدنية، وأعتقد أن أصحاب الرأي الثاني هم الأغلبية ليس لأنهم سياسون بل لأنهم يميلون إلي الهدوء والاستقرار أكثر من القلق والتوتر ويجب أن نحترم رأي الفصيلين.
مخاوف الانقسام في المجتمع المصري نابعة من طريقة الحوار بين الطرفين، مازلنا لم نتعلم كيف نتحاور مع بعضنا البعض، ومازلنا نحاول فرض رأينا بالقوة أو باللسان والتلاسن، وهذا ما يؤدي إلي الصدام، سمها غياب ثقافة سياسية أو سمها ما تشاء ولكن هذه هي النقطة المحورية في المشكلة، كل جهة في مصر متمسكة برأيها ولا تريد أن تحيد عنه أو أن تتركه أو حتي أن تسمع غيره ولو نظر المؤيدون لبقاء المجلس العسكري في السلطة إلي الانجازات التي حققتها المليونيات التي ضغطت من أجل عدة تغييرات لعرفوا أن الضغط الشعبي مؤثر ومطلوب أحيانا ولتفهموا أيضا تخوف الشباب والأحزاب من سرقة الثورة لأن التجارب السابقة غير مريحة.
ولو تفهم شباب التحرير مدي احتياج قطاع عريض من الشعب الاستقرار والهدوء حتي تسير عجلة العمل وتعود مصر إلي بداية الطريق لعرفوا كيف يعبرون عن أنفسهم ويشرحون لهذا القطاع وجهة نظرهم بشكل أكثر هدوءا وفعالية. الشعوب تميل دائما للمألوف الذي اعتادت عليه ونحن جميعا ومنذ الثورة نمشي في طريق لا نعرف له ملامح.
مصر تحتاج إلي استقرار وليس
وأعتقد أن الجميع سيتفق انه مهما كانت الأسباب لا يصح أبدا أن يتم ضرب وسحل وقتل المتظاهرين بهذه الصورة التي أثارت العالم أجمع وليس المصريين فقط.. وبالتبعية أيضا لا أعتقد أن أحدًا يوافق علي حرق مديريات الأمن وأقسام الشرطة، هناك حل مختلف لكل المشاكل والحل يحتاج قرارات تريح الناس بالحق وليس بالدراع.. والقرار في يد المجلس العسكري.. والقرار يتأخر والناس تخاف.. عرفتوا حل المشكلة فين..
نحن لا نريد من المجلس العسكري تصريحات بأنه لا يرغب في السلطة نحن نريد أن نشعر من أفعال المجلس أنه لا يريد أن يحكم مصر.