رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تظاهروا

اليوم مليونية.. هكذا أرادت بعض القوي السياسية إظهار قوتها والاعتراض علي وثيقة «السلمي» التي تضم مبادئ يقال انها فوق دستورية أو استرشادية للدستور. والمفروض أن أي مبادئ تحكم صناعة الدستور تكون أساسًا أقوي من الدستور نفسه..

أي أنها توضع مرة واحدة في تاريخ الشعوب ثم تأتي بعدها الدساتير التي يمكن أن تتغير علي فترات طويلة والقوانين التي يجب أن تتغير بشكل دائم. ما علينا.. المقصود هنا هو أن نعرف هل وثيقة الدكتور السلمي منظمة أم استرشادية وهل هي ملزمة للجميع أم أنها مجرد أمنيات يتفق عليها بعض الناس ويختلف البعض الآخر. السبب هو أننا لا يجب أن نضع دستورا طبقا لمبادئ مؤقتة غير ملزمة. هذا معناه أننا قد نغير المبادئ وبالتالي نغير الدستور وفقا أيضا للمزاج وطبيعة المرحلة والفئة التي تحكم.
والأحداث التي تشهدها مصر في الأشهر الماضية أشبه بقبيلة تائهة في الصحراء وميتة من الجوع والعطش أدخلوها فندقًا خمس نجوم في أفخم جناح رئاسي ووضعوا أمامه «بوفيه» به ما لذ وطاب من الطعام والشراب.. وبدلا من أن يأكلوا ويرتاحوا قرروا أن يفكروا ماذا يأكلون أولا وهل نأكل بالشوكة والسكينة أم بالملعقة.. وهل السمك أفضل من اللحمة؟ وظلوا يفكرون ويفكرون.. حتي ماتوا عطشا وجوعًا هم ومن حولهم. هذا هو حال مصر الآن.. نأكل تفاحًا أم فراولة.. يا خويا اتنيل وكل أي حاجة دا أنت واقع من الجوع والقضية ليست فيما تأكله، القضية هي أن تتحرك وتأكل حتي تعيش وبعدين نقي.. وافرز وارفض واطبخ زي ما أنت عايز وبطنك مها كنت جائعًا لن يتسع لكل الطعام وكل الشراب.
مرة نقول إعلانًا دستوريًا ومرة استفتاء، مرة انتخابات رئاسة ثم انتخابات شعب ومرة نجيب الشعب الأول ثم الرئاسة.. مرة نقول دستورًا

أولا ومرة نقول لا انتخابات ثم دستور.. مرة وثيقة ومرة مبادئ.. احتار الشعب المصري مع الإدارة والحكومة والنخبة السياسية.. وبصراحة كده الشعب قرفان سياسة وقرفان مليونيات ومظاهرات والحكاية كده شكلها بقي مش مظبوط وفيه جهة ما وراء هذه الخطة وأنا لا أحب نظريات المؤمرات.. بس بالذمة عمركم شفتم شعب عمل ثورة وبعدين هدمها في سنة واحدة؟!
أنا اعترض علي أجزاء كثيرة، من وثيقة السلمي.. بس بصراحة برضه أؤيد أجزاء أخري فيها.. وعندما نصل إلي هذه المرحلة من التضارب الفكري يجب أن نعود إلي أصل الأمور وثوابتها التي لا يجب أن يختلف عليها أحد.. نحن لا نخترع أول دولة في الكون والتاريخ وتجارب من سبقنا معلنة وليست سرية والصراع كله الآن لم يعد صراعا رباعيا بين الجيش والليبراليين والإسلاميين والشعب بل أصبح صراعا ثلاثيا.. واحنا الشعب فرضوا علينا الفرجة تاني.. وكل واحد يزعل أو يتقمص يروج جايب أصحابه ونازل عامل مظاهرة أو حارق قسم أو قاطع طريق.. نسينا ما كنا فيه في العهد السابق وتفرغنا لنضع ألغاما جديدة حتي تنفجر فينا في المستقبل.. وكل ما نفعله سوف نهدمه لنبدأ من جديد كالعادة.