عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطباء ملطشة

نسمع عن منظمات الأطباء العالمية مثل أطباء بلا حدود واطباء من أجل الفقراء واطباء افريقيا، ولكنى لم اسمع ابدًا عن أطباء بلا حماية وأطباء ملطشة إلا فى مصر. لقد هاجمنا الأطباء عندما اضربوا بسبب الرواتب وسوف نهاجمهم كل مرة يمتنعون فيها عن تأدية واجبهم السامى،

ولكن دعونا ننظر إلي حال الأطباء من زاوية مختلفة ليس لها علاقة بالراتب والحافز والواسطة وخلافه، ولكن لها علاقة بأن يتم تأمين الطبيب اثناء تأدية عمله.. تخيلوا اننا وصلنا إلى مرحلة بدائية من الحياة تستلزم أن يذهب المدرس إلي المدرسة وهو خائف من الطلبة ومن أهلهم ويذهب الطبيب إلي المستشفى وهو لا يدرى من سيضربه اليوم هل المرضى أم العمال أم أهل المصابين فى الطوارئ.. أم رجال الشرطة انفسهم مثلما حدث فى كفر الشيخ.
الطبيب مطالب بأن يعالج ولديه رسالة هذا صحيح، ولكن كلية الطب لا تدرس الكاراتيه والكونج فو، ولا تعطى دروسًا فى حمل السنج والمطاوى.. كلية الطلب تقدم أطباء بغض النظر عن كل البلاوى والفساد المنتشر فى كليات الطب واقسامها.. وبغض النظر عن حالة المستشفيات العامة وسوء النظام الصحى بأكمله، مصر لم تعد قادرة على توفير أبسط احتياجات العمل وهو أن يكون الطبيب آمنًا وهو يمارس عمله، وما يتعرض له أطباء الحروب ومناطق الصراع المسلح فى مجاهل افريقيا أو أى مكان آخر. لقد اتفق العالم أجمع على أن مهمة الطبيب مقدسة ولذلك لا يعتدون عليه حتى فى الحرب، أما نحن فلم نرتق حتى الآن إلي هذه الحالة.. كأننا فى غابة. والبعض يعامل الأطباء كأنهم عبيد عند أهله أو أكثر.
وإذا قلنا ان العلاقات الانسانية المباشرة هى مؤشر تحضر الشعوب.. فإن هذا المؤشر قد انهار تمامًا فى

مصر فى الأشهر الأخيرة، بلد بلا اخلاق على الاطلاق. أناس تخرج علينا لتنضح بأقذر الممارسات.. ولا أدرى هل نحن صامتون بسبب الدهشة أم بسبب عدم القدرة أم لاننا نعترف داخلنا ان هذا هو واقعنا وليس لنا منه خلاص، نتقبله الآن مثلما تقبلنا أكوام القمامة أمام منازلنا، ونحن الذين نضعها هناك ومثلما نتقبل وقاحة قطاع عريض من الشباب وقلة تربية واضحة فى المدارس والجامعات. استسلم الشعب المصرى لقلة الأدب وانعدام الاخلاق.
الغريب أنه لا يكاد يمر اسبوع دون أن يستغيث الأطباء لحمايتهم للتمكن من اداء عملهم.. أين الدولة؟ أين عصام شرف؟ أين وزراء شرف؟ أين وزير الصحة من هذه المهزلة اليومية المستمرة التي تجعل الطبيب يكره عمله وحياته وبلده؟ وإذا كانت الدولة لا تسمع فهل المطلوب أن يشكل كل مستشفى ميليشيا لحمايته ومنع الاعتداء علي العاملين به.. هل هذا هو الحال المحترم الذى انتهينا إليه؟ يجب أن يتحرك المجتمع طالما عجزت الحكومة. وأنا أؤيد فكرة اعلان وزارة الصحة رسميًا عن حاجتها لتشكيل لجان شعبية متبرعة لحماية المستشفيات من البلطجة. بلد لا يستطيع حماية مستشفى لا يستطيع ابدا حماية انتخابات.