رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كارثة... ومصيبة

حادثتان، الأولي أدت إلي مصرع شاب بريء وجرح زميله والثانية كانت نتيجتها سرقة ما يقرب من مليون جنيه. ولا شك أنك قرأت عن هذه أو تلك أو عن الحادثتين، ولكن أرجوك دعني أضع التفاصيل مع بعضها البعض وأترك لله الحكم بعدها أيهما هي الكارثة وأيهما هي المصيبة.

الحادثة الأولي هي حادثة قتل الشاب معتز بطلقات نارية من ضابط في مدينة الشيخ زايد.. السبب هو أن معتز لم يعترف بالضابط لأنه يرتدي ملابس عادية في كمين صباحي. معتز كان متوجها إلي  عمله الذي يبدأ الساعة السادسة صباحاً.. وأياً كان نوع الاستفزاز الذي تعرض له الضابط فان هذا لا يعطيه الحق أن يقتل المواطن الأعزل.
كان الضابط يستطيع أن يقبض علي الشاب أو أن يوجه له أي تهم لو خرج علي القانون. ولكن الضابط اخرج الطبنجة وقتل الشاب وجرح زميلاً له بينما استطاع الزميل الثالث الفرار بروحه.. إطلاق النار تم والسيارة واقفة. أي أن الضابط لم يكن يطارد معتز مثل أفلام الأكشن. معتز توقف أو تم ايقافه والحكاية خلصت.. لماذا يتم قتله إذن؟!
ومن مدينة الشيخ زايد علي أطراف القاهرة إلي مدينة العريش في سيناء.. هذه هي الحادثة الثانية، سيارة بريد تحمل مليون جنيه نقداً في طريقها للمكتب الرئيسي ومعها سيارة شرطة للحماية.. أكرر أن هناك سيارة شرطة للحماية. وطبعاً الشرطة معاها سلاح وسيارة البريد بالتأكيد مدرعة لأنها تنقل أموالا سائلة. ما حدث هو أن عملية سطو تمت من سيارتين بهما مجموعة من المسلحين أطلقوا النار علي إطارات سيارة الشرطة وإطارات سيارة البريد ونزلوا وكسروا قفل السيارة وسرقوا المليون جنيه وهربوا.. هذا هو الخبر!!! ولم يتضمن اشتباك رجال الشرطة المسلحين

المخصصين للحماية مع العناصر الإجرامية التي أطلقت عليهم النار ولو من باب المجاملة او إثبات التواجد. وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها في نفس المنطقة وبنفس الأسلوب. أي أن سيارة الحماية  كان يجب أن تكون مستعدة تماماً لمثل هذا السطو.. ما علينا..
دعونا نقارن هنا بين ضابط قتل مواطناً أعزل متوجهاً إلي عمله لأنه لم يتوقف في كمين في وسط القاهرة.. وبين طاقم حراسة لأموال عامة لم يطلق رصاصة واحدة في وجه عصابة مسلحة اشتبكت معهم بالنيران عن قرب.. ما هي استنتاجات الموقف.. هل مثلا نقول إن الشرطة أكثر جرأة علي المواطن العادي البسيط ولا تجرؤ علي مواجهة من يحمل السلاح من المجرمين.. هل هم أسود علينا نحن المدنيين العزل فقط؟ هل نقول إن اختيار مواقع الضباط غير جيد وإن ضابط مدينة زايد كان يجب أن يخدم في سيناء بما انه يعيش في دور كلينت ايستوود حتي نري ماذا سيفعل مع عصابة مسلحة..
لا أحد في مصر يكره الشرطة.. وكلنا نعترف بدورها وأهميته. ولكن لو سمعت عن الحادثتين بالله عليكم أيهما هي الكارثة وأيهما هي المصيبة؟