عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قرار اليونسكو

كلما زاد الضغط الدولي والعربي لمنح الشعب الفلسطيني جزءاً من حقه تخرج امريكا لتمنع اي قرارات او تتحايل علي اي طلب، حدث ذلك عشرات المرات في كل طلب يحمل صبغة اعتراف دولي بفلسطين وشعبها،

في البرلمان الدولي مسموح لمندوبي فلسطين الحضور ولكن كمراقب، في الأمم المتحدة في المنظمات الدولية كلها تضع فلسطين بعيدا خوفا من امريكا رغم ان امريكا دولة واحدة فقط تساند اسرائيل بكل قوتها، ولكن يبدو ان العالم الان اصبح اقل خوفا واكثر استعدادا للوقوف ضد رغبات امريكا واسرائيل، والحجة الدائمة لم تعد تصلح علي الاطلاق، كانت امريكا تقول دائماً انه لا يجب ابدا السماح لفلسطين بأن تكون ممثلة رسميا في اي محفل دولي حتي يتم توقيع معاهدات السلام والانتهاء منها، ولكن كل محاولات التوقيع علي اتفاقيات السلام فشلت بسبب تعنت اسرائيل التي لا تريد سلاما ولا تريد دولة فلسطينية من اساسه..
منذ يومين تحققت معجزة حيث فازت فلسطين بعضوية منظمة اليونسكو وقبل ان نتحدث عن معني هذا الفوز فلتنظر إلي الارقام، حصلت فلسطين علي موافقة 107 دول من اصل 173 دولة، وامتنعت 50 دولة عن التصويت، والامتناع عن التصويت معناه ان الدولة ستقف علي الحياد في هذا الامر وانها لن تقف ضد الطلب الفلسطيني، وهذا معناه ان هناك 157 دولة لم تنصع إلي أوامر امريكا واسرائيل وان هناك 16 دولة فقط هي التي رفضت الطلب، وهذا التصويت يعطي تلميحا خطيراً وهاما وهو ان العالم مستعد وان الدولة الفلسطينية الان تحتاج إلي حديث عربي قوي لتحقيق آخر دفعة لإجبار إسرائيل علي التوقيع، واجبار امريكا علي الانصياع للمجتمع الدولي والخوف هو ان يضيع العرب هذه الفرصة مثل كل الفرص السابقة..
في اول رد فعل امريكي قررت الولايات المتحدة الامريكية ايقاف دفع الدعم السنوي لمنظمة اليونسكو، وهو دعم يقدر بحوالي 60

مليون دولار سنوياً، الرد الافضل والامثل علي هذا القرار هو ان تخرج دولة عربية لتعلن انها ستتحمل هذا المبلغ او ان تخرج جامعة الدول العربية بطلب للدول الاعضاء بتشكيل كتلة لدفع هذا المبلغ فنرد الصفعة لواشنطن التي تشتري كل شيء بأموالها، والقضية ليست في المبلغ ولكنها في الموقف نفسه والرسالة التي يجب أن نوجهها الي امريكا، ولاحظوا ان الولايات المتحدة تدخل الآن إلي عام انتخابات الرئاسة، واسرائيل تسيطر علي السياسة الداخلية بشكل قوي وهذا يتطلب تحركا عربيا جادا ومدروساً.
الدول التي وافقت علي انضمام فلسطين إلي اليونسكو هي نواة للتحرك القوي في الفترة القادمة لتنضم فلسطين إلي الامم المتحدة، وامريكا ستتحرك سريعا لتضمن عدم تكرار غلطة هذه الدول أي ان فلسطين ستفقد العديد من المؤيدين بسبب التهديدات والمصالح وهذا يتطلب مرة اخري أن تتحرك جامعة الدول العربية بقوة في هذه الدول لتضمن ان يستمر تأييدها مع الملاحظة بأن القرار الامريكي بإيقاف دعم اليونسكو يعيد إلي الاذهان التهديد بانسحاب امريكا من الامم المتحدة نفسها واغلاق مقرها في نيويورك، الفرصة الآن في ان نضغط لانتزاع الحق وان نستغل هذه الفرصة لإعادة طلب توقيع اسرائيل علي معاهدة سلام نهائية لتنتهي الصراعات في المنطقة مرحلياً.