رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكارثة وصلت

ما هذا الجنون الذي وصلنا إليه؟ وأرجوكم لا تحدثوني عن الأيدي الخفية والدول المتربصة بنا ونظريات المؤامرة التي نسمع عنها وسط كل أزمة. ما يحدث هو صناعة مصرية وفتنة يتم إشعالها بشكل متعمد. وللأسف فإن الذي يسمع تصريحات رئيس الوزراء يكتشف مدي الضعف العام الذي وصلنا إليه والعجز حتي عن التلميح لحل للمشاكل، أصبح أسهل تبرير هو شماعة «اللهو الخفي».

الأحداث التي شهدتها مصر طوال اليومين الماضيين تدل علي أننا أمام كارثة الحرب الأهلية. ومثل هذه الحروب يا سادة تحتاج إلي معادلة تضم كثيرًا من الأغبياء والحمقي في كل الأطراف. الذين دفعوا بالأقباط للتظاهر بهذا الشكل حمقي وأغبياء ولا يهمهم سوي إظهار قوة أو إثارة فتنة عن عمد وسبق اصرار. والذين دفعوا بالبلطجية لمواجهة هذه المظاهرات حمقي وأغبياء أيضا. والذين حاولوا اشعال مشاعر الشعب أكثر غباءً.. واستخدام الرصاص أدي إلي ما كنا نخشاه جميعا مزيدًا من الغضب ومزيدًا من الضحايا ورواسب ألم وحسرة عند كل الأطراف.
لو أردنا فعلا حل الفتنة الطائفية فلنبدأ بعقاب رادع جدا لكل من احرق كنيسة ولنبدأ أيضا بعقاب رادع لكل من يشعل الفتنة من رجال الدين المسيحي وكل من يشعلها من القيادات الإسلامية. ولنمنع الإعلاميين الجهلة من الحديث والتعليق أثناء الأحداث بشكل يزيدها اشتعالا بدلاً من أن يقف الإعلام علي الحياد ليشعر الناس بالإنصاف، ولنمنع أي اتصال روتيني بين البابا وشيخ الأزهر والمفتي لأن المسألة أصبحت أشبه بالتمثيلية، لا شك أن مشاعر شيخ الأزهر والمفتي والبابا طيبة. ومعظم نوايا المسيحيين طيبة ومشاعر المسلمين أيضا طيبة.. ولكن مشكلتنا ليست في هذه الطيبة مشكلتنا في المشاعر الغاضبة. وهذه المشاعر

لن تختفي باتصال هاتفي وعناق المشايخ وقبلات وترحيب القساوسة.
لماذا تظل مصر في دائرة نفس النظم والطرق السابقة؟! لو كانت اللقاءات والاتصالات قد أوصلتنا إلي نتيجة منذ سنوات لما وصلنا إلي ما نحن فيه الآن.. هل مثلاً نقوم بكل ذلك كتمثيلية للعالم.. لا أعتقد أن أحدا يقتنع بذلك. أو يتفق مع ذلك مصر تمر بكارثة أقوي وأعمق وأكبر من مواجهة الفساد أو عقاب رجال نظام مبارك. الفتنة الطائفية وصلت إلي مرحلة الحرب الأهلية والمواجهات ازدادت حدة، وغاب العقل تماما مع سنوات غسيل المخ لدي بعض الفئات المسيحية والمسلمة.
والحديث الآن يجب أن يكون واقعيا وليس سياسيا أو إعلاميا.. والحل يحتاج إلي قرار. وهذا القرار في يد المجلس العسكري. وأنا لا أقصد القرارات التي ينتظرها الأقباط بل أتحدث عن قرارات الردع المباشر ومواجهة الأزمة وإنصاف الجميع المسيحي والمسلم.. مطلوب الآن إنقاذ مصر من براثن هذه الفتنة وبقوة وحزم بدلا من أن ندفن رأسنا في الرمال ونكتفي بزيارات واتصالات والغضب يزيد من الصدور عند البسطاء.. والكل ذاق مرارة تحرك الغاضبين بتحريض من المغرضين.
محمد مصطفي شردي