عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"قطيـع" متطرف بطبعه

"عدو ذكي خير من صديق جاهل".. مقولة لا يفكر فيها الكثيرون منا، في ظل تحول الجميع إلى محللين سياسيين وقضاة ينصبون المشانق لمن يخالفهم في الرأي دون الرد بتحضر، ومناقشة الحجة بالحجة.

أصبح التشويه والخوض في الحياة الشخصية بالحق والباطل هو شعار المرحلة، والطريق القصيرة للرد على كل من يغرد خارج السرب، وكأن الجميع مطالب بأن يكون جزءا من القطيع، لينجو بنفسه من التشويه.
وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لساحات حرب يعتليها مجموعة من المزايدين الذين يملكون صكوك الوطنية التي يمنحونها لواحد ويسلبونها من آخر، وكأن كلا منهم يمثل وطنا كاملا بمختلف فئاته وتوجهاته الفكرية والسياسية.
ولعل ما حدث مؤخرا من هجوم وتشويه لرموز فنية ووطنية مثل عبدالرحمن الأبنودي ومحمد منير ومن قبلهم الكثير، خير مثال على حالة العبث التي نعيشها، فبمجرد تصريحهما برأي يخالف "القطيع"، تتم مهاجمتهم والخوض في أمور خاصة وشخصية في حياة كل منهما لا تنتقص شيئا من قيمة ما قدموه من أعمال خلدت في تاريخ مصر الفني.
وأصبحت سياسة القطيع سمة عامة في دول الربيع العربي، وانتشرت كالنار في الهشيم وأصبح الشك شعار الجميع، لمجرد أنه لا يتفق معه فكريا، وإلا ما الفارق بين من يسب المختلف في الرأي معه، ومن يكفر المختلف ويحل دمه، رغم أنه لم يرتكب خطأ سوى الخروج عن سياسة القطيع، ولكن للأسف "سياسة القطيع" لها دراويشها ومدمنيها

الذين يركبون موجتها بشكل جماعي دون وعي، وكأنهم "كورال" جماعي يكرر نفس النغمة النشاذ دون تفكير أو اختلاف.
ويحذو عدد كبير من الشباب اليوم على نحو أعمى دون إعمال للفكر خلف فكرة الاختلاف من أجل الاختلاف فقط، ومع مناداتهم بحرية الرأي حقا طبيعيا لكل إنسان، فإن الأمر لا يتعدى كونه كلمات جوفاء يستخدمونها في الوقت الذي لا يتعارض مع ما يرونه.
ختاما .. لا يملك أي منا حق إقامة "محاكم تفتيش" للمختلف معنا في الرأي، ولكننا نملك حق الرفض والرد على الرأي بالرأي، لا بالتشويه والإرهاب الفكري والتلاسن والمزايدة على الآخرين، خاصة أن من يرفع راية القمع للمخالفين اليوم، هو نفسه من يتهم السلطة دائما بالقمع وكبت الحريات، وستبقى قيمة المختلف معكم في الرأي بأثره، وسيظل مصريا يحب وطنه وإن اختلف في تعبيره عن هذا الحب معكم ولن ينظر غيركم لصكوك الوطنية التي تمنحونها وتسلبونها من غيركم.