عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الاستفتاء الحزين

عندما دعت القوات المسلحة المصرية الشعب للاستفتاء بعد ثورة 25/1/2011 م  , ولم يكن قد أكملت الثورة شهرها الثالث بعد , فقد حدثت تعديلات جديدة على قانون الانتخابات و سمح لجميع المصريين ممن تعدوا سن 18 سنة بأن يدلوا بأصواتهم , و هذا ما كانوا محرومين منه في النظام السابق ,

و الذي كان يحتم أن من ينتخب لا بد   و أن يكون له بطاقة انتخابية و شروط استخراجها فيها بعض الصعوبة , لذلك كان الناس يتكاسلون عن حقهم في الإدلاء بصوتهم واختيار ما يناسبهم , وبالفعل فرح الناس جميعا و تم الحشد للاستفتاء سواء من المعارضة أو من المؤيدين للاستفتاء , ولم يأخذ موضوع الاستفتاء الكثير من الجدل و النقاش  و أقبل الناس بالملايين بسعادة         و فرحه لم تحدث من قبل , و حدث إقبال شهد له العالم اجمع و زادهم جمالا ورونقا حضور كبار السن                 و المرضى و من يحملهم من أهلهم و مساعدة رجال القوات المسلحة لهم للإدلاء بأصواتهم , و بالطبع اغلب من شارك في استفتاء مارس 2011 م كانوا يدلون بصوتهم لأول مرة في حياتهم.

لكن شتان الفارق بين استفتاء مارس 2011 م  و استفتاء ديسمبر 2012 فهذا الاستفتاء الأخير تلوثه الدماء       و الفرقة و الضعف الاقتصادي الشديد و سقط بسببه قتلى و مصابين , و هناك من قرر أن يعرض عن الذهاب        و هناك من يؤيد و من يعارض , و الشعب في حالة احتقان شديدة و هناك تضارب في المواقف يعرض أصحابها إلى خطر التصادمات  و التراشقات , و إعراض هذا و ذاك , و محاولة إسقاط الاستفتاء لأنه لا يرضي المعارضة ,       و تمسك بعض الأحزاب ذات الطابع الديني بحتمية الاستفتاء , كل هذا يعرض الوطن لخطر شديد , و نحن نرى جيدا الظروف المحدقة بنا من مخاطر خارجية و داخلية .

كنت أتمنى أن يخرج دستور يرضى اغلب المصريين , لكن في ظل ظروف استقطاب حزبية و منافع خاصة دنيوية , فأن أي دستور يستفتى عليه لن يرضى نصف المصريين و ذلك حسب ما عرفناه من نتائج أخيرة في الانتخابات الرئاسية و معارضة نصف الشعب للنصف الأخر , فإن أي قانون أو فعل يقوم به الرئيس الحالي سوف يلقى معارضه شامله له , ليس عن أسلوب علمي و لكن عن تعصب طائفي سياسي , و العكس صحيح , إذا استلمت المعارضة الحكم , فسوف يقابلوا

بمعامله قاسية من التيارات الدينية السياسية و لن تلقى قراراتهم قبولا أيضا , و هنا نجد أن الانتخابات الرئاسية الأخيرة , أوضحت لنا خريطة سياسية دينية جديدة , فقد عرف الشعب من هي المحافظات التي تؤيد و من هي التي تعارض , و هذا خطر جسيم يحدق بالوطن .

لقد أصبح الاستفتاء أمرا واقعا و لا بد للجميع أن يتكاتف حتى يخرج في صورة مشرفة لمصر , و على كل الأحزاب الوطنية التي تحب مصر بحق أن تفضل مصلحة مصر على مصلحتهم الشخصية , و إن يدعوا أنصارهم للاستفتاء    و أن يعوا جيدا أن صوتهم له قيمة و لا تصدقوا الإشاعات التي تقول أن الاستفتاء سوف يزور , هذا خطأ جسيم , وقعتم فيه أيام النظام السابق , فتركتم الحزب الوطني يتحكم في الانتخابات حتى أصبح التزوير سمه واضحة للعيان , لا تتركوا أصواتكم لغيركم و اعلموا أن هناك أحزاب قادرة على الحشد , فأين انتم منها ؟ أين قوتكم في صندوق الانتخابات ؟ أين وجودكم الحقيقي على الساحة ؟ اعلموا أن من يقاطع فهو يقول نعم .

ملحوظة : ليس هناك شيء اسمه التجربة الإسلامية , فنحن لا نجرب الإسلام , و الإسلام لن يكون أبدا تجربة في يد البشر , فهو أسمى من ذلك , و لكن نحن نجرب حزب سياسي كان مظلوما سابقا , و يقول انه جاء بالخير لمصر     و هو من يمثل التجربة و ليس الإسلام

الدستور ليس قران و لا يجب أن يموت من اجله إنسان
صوتك في الشارع قد يوقظ الآخرين لكن صوتك في الصندوق قد يغير أحوالهم