عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يموت صاحبها و تبقى

إنها حكاية بسيطة لكنها أخذت بعد آخر, لقد عرف أن الإنسان عندما يكبر و لا تستطيع قدميه أن تساعده على ما تبقى في الحياة, فأنه يتخذ (( عصا )) يتكأ عليها في ذهابه و في إيابه و داخل المنزل و خارجه و في جميع أموره, أحيانا تكون هذه العصا مصنوعة من الخشب والخشب أنواع و أحيانا أخرى تكون من المعادن المختلفة و كل عصا تختلف من شكل إلى أخر و من سعر إلى أخر, و لكن هذا هو الظاهر الذي يظهر لنا إنها تستخدم في المساعدة.

لكن الحقيقة يوجد لها استخدامات أخرى, فكثيرا ما تجد إنها مصدر قوة لحاملها فهو يسيء استخدامها بترويع الآمنين, و ترى شباب كثيرون يسيرون في القرى متكأين على عصا فهي مصدر خوف للصغار و هيبة وسط الكبار و دفاعا عن النفس ضد الكلاب المسعورة التي تريد الاقتراب, و أيضا ضد من يريد الغدر به, فالعصا لمن عصى, والعصا أحيانا تكون بديلا عن ( الكلمة ), وأحيانا أخرى تكون مرشدا لمن فقد بصره, فهي تعمل بديلا للبصر.

و العصا تشعر حاملها بالقوة سواء كان شابا أو كهلا, فبعض الكبار يحرجون من حملها فلا حرج عليهم فهي تعطيهم دفعا إلى الأمام و كلما زاد سعر وقوة العصا زادت هيبة حاملها, فمنهم من يرصع رأسها بالفضة و آخرين بالذهب و المرجان و بعد عمر طويل (( يموت صاحبها و هي تبقى )) و يأخذها اكبر أولاده أو من ينوب عنه, وهكذا تتوارثها الأجيال, وتبقى بها رائحة الذكريات الغالية لمن نحب, ولكل من يحملها هدفا خاص به و نرى في الصعيد أن العصا تجمع وتفرق و لها قوة الكلمة, و في بعض المناطق في الجزيرة العربية من لا يملك عصا فهو شخص عادي ليس له تأثير فيمن حوله من البشر.

و لقد كانت العصا محور اهتمام بعض السياسيين و الرؤساء فمنهم من كان يقال عنه

انه يحمل عصا سحرية, وهي دلالة على مقدرة الشخص في حل المشاكل الصعبة, و في الواقع لقد امسك بعض الملوك و الرؤساء و الزعماء العصا و كانوا يسيرون و يشيرون و يتحركون ممسكين بها, فهي تعطيهم هيبة, و تضع حد بينهم وبين العامة فكانوا يحملون العصا دليلا على القوة, و في رأي لم يكونوا في حاجه إليها فأغلبهم كان بكامل صحته, و لا تنقصه الهيبة, و لذا فالعصا لها فوائد أخرى يعلمها صاحبها .

و كان سيدنا موسى عليه السلام يستخدم العصا و هو بكامل صحته فسأله الله تعالى
(وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي
ولي فيها مآرب أخرى) صدق الله العظيم

كثيرا ما قيل عن أن المرء يمسك العصا من الوسط و هذا يعنى الوسطية, و لكن إمساك العصا من الوسط لا يجعلك متمكنا من الإمساك بها و أيضا إمساك العصا من أسفلها يجعلك تسقط على الأرض, فالأصح هو أن تحكم قبضتك على رأسها حتى تستقيم في خطوتك, فلا وسطية في القوة ( إما أن تكون قويا أو تكون ضعيفا)

يجب أن لا تتردد في أمورك و احزم أمرك و توكل على الله الحي القيوم

ففي عصرنا هذا لا نملك عصا و لكن نملك قلما مرصعا بالأخلاق