رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اهتمامات الشباب المصري بعد ثورتين

خلال الفترة الماضية تقريبا مع بداية ثورة 1952 م و بدأت اهتمامات الشباب تتغير تدريجيا بفعل الزمن و ببعض التوجه الحكومي لشغل الشباب عن أمور السياسة , فكان كل اهتمامات الشباب حين ذاك منقسم إلى قسمين  قسم يخضع للريف و آخر للمدن  ,

و هنا كان أهل الريف هم من الفقراء و الغلابة و كان دائمي السمع و الطاعة و لا خوف منهم على الحكم و كان أهل المدن لهم طبيعة خاصة فاغلب سكانهم متعلمون و مثقفون و دائمي النقاش و الاستفسار و السؤال و اغلبهم يتبع احد الأشخاص الكبار في الدولة , فيقال هذا ( تبع ) إبراهيم بيه و هذا ( تبع ) ذكي باشا , و هذه الألقاب كانت منذ عهود سابقة    و بقيت إلى وقتنا هذا مع انه تم إلغاؤها  , و حرصت حكومة الثورة لعام 1952 على أن تجعل الشباب بعيدا قدر الإمكان عن ممارسة السياسة أو حتى التحدث فيها , و هكذا أصبح الشباب يجد متعته في أشياء بعيدة كل البعد عن أمور السياسة .

أصبح الاهتمام السياسي يضعف يوما بعد يوم , و أخذت ميول الشباب و اهتماماتهم تنصرف إلى أشياء أخرى مثل الرياضة  و البحث عن حبيبة و مشاهده الاختراع العجيب ( التلفاز ) و الذي كان يملكه حينها أغنياء مصر فقط , فأغلب الشعب كان يملك مذياع ( راديو ) يستمع لحفلة ( الست أم كلثوم ) كل يوم خميس و ينتظروها بشغف  , و عند ظهور التلفاز , كان أول  من اقتناه من الشعب هم أصحاب المقاهي , فكان عامل جذب لهذه المقاهي , و من هنا أصبح الشباب جليسا لها و أخذت بعض المقاهي في جذب الشباب , حتى أصبح المقهى هو الرابط الذي يربط الشباب مع بعضهم البعض ,. و تدريجيا مع الزمن يعود اهتمام الشباب بمتابعة أمور السياسة خاصة في ظل وجود زعيم ثوري مثل ( جمال عبد الناصر ) و خوضه لحروب عدة      أخذت الكثير من اهتمام الشباب و جميع فئات الشعب , و أصبح الشباب متابعا لكل كبيرة وصغيرة و أحيانا كثيرة كان يبدي رأيه في بعض الأمور على استحياء و لكن كان هناك من يستمع من الطرف الأخر.

و استمر اهتمام الشباب بما يحدث على الساحة السياسية في عهد الرئيس ( محمد أنور السادات ) هذا الرجل الذي أتى بعد زعيم كبير , فأراد أن يقول للجميع أنا أيضا زعيم , و من هنا جذب أنظار الشباب له بأقدامه على قول إننا سوف نحارب       و بالفعل حارب و انتصر و من اجل الحرب حرص الشباب على متابعة مجريات الحرب و تبعاتها و هنا نجد أن المرحلة السياسية بعد الرئيس أنور السادات قد أخذت تخبو يوما بعد يوم و ذهب الشباب إلى اهتمامات أخرى  بعيدة عن السياسة      و سمي هذا العصر بعصر ( الانفتاح ) و أصبح الشباب مشغول بالبحث عن لقمة عيشة فقط , و تغيرت اهتماماته مرة أخرى.

مع بداية عصر الرئيس مبارك كان الشأن السياسي لمصر مستقر بعض الشيء و لذا  أخذت اهتمامات الشباب مرحلة أخرى من مراحل التغير و زادت البطالة بين الشباب بصورة كبيرة و كان لابد من عمل شيء يشغل

وقت هؤلاء الشباب و يلهي تفكيرهم عن السياسة و الانحراف فكانت كرة القدم محبوبة الجماهير هي الوسيلة التي من خلالها يستتب الحكم و الأمن       و يبعد الشباب عن أمور السياسة و بالطبع حدث تطور كبير في جميع أنواع التسلية مثل زيادة المسلسلات و خاصة في شهر رمضان الذي من المفروض أن يتجمع اكبر قدر من الشباب يوميا داخل المسجد للصلاة و النقاش فأصبحت الصلاة لبعض الشباب ( كنقر الديوك ) لا وقت للحديث في شئون السياسة أو غيرها و أتى الانترنت حبيب الشباب و لحق بهم الكبار حتى أصبح الشاب يأكل و يشرب و هو جالس أمام هذا الجهاز – و أتي الموبايل الذي شغل فكر و جهد كل شاب في وضع رنات    و الإجابة عن المسابقات  أو ما شابه ذلك و زادت حالات التحرش الجنسي و الكذب و النفاق و الفساد , نعم هذا تطور و لكن نحن لم نصنعه و إنما نحن من يستعمله و يصرف الأموال عليه و غيرنا هو من يربح و يزداد علما .

و حدثت ثورة 25/1/2011 و هذا في حد ذاته خروج غير طبيعي لمجريات الأمور فالشباب كان مغيبا و معني أن يستيقظ ليطالب بحقوق سياسية غائبة هو في حد ذاته معجزة , و للحق أصبح كل شيء في البلد يهتم فقط بما يحدث  , الكل يتكلم في السياسية صباحا و مساءا , أثناء الأكل و أثناء الشرب , لدرجة أن الأميون و الجهلة أصبحوا على دراية كبيرة بما يحدث     و كل واحد منهم له رأي فيما يجري , و هنا أصبحت اهتمامات الشباب سياسية و لفترة طويلة , و لكن بعضهم أصابه الملل من كثرة الحديث في السياسية فأخذوا يبحثون عن اهتمامات قديمة أو جديدة بعيدة عن السياسة , فعادت اهتماماتهم إلى الأنترنت و الشات و الموبايل و التلفاز و كرة القدم الضائعة و الغريب أن النشاط الكروي متوقف و بالرغم من ذلك هو يشغل جانب كبير من اهتمامات الشباب في وقتنا الحالي

شباب يبحث عن فرصة عمل كـــــــــ ( وزير ) و شباب يبحث عن كرة سقطت في ( البير )