عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يطلبون الموت لأنفسهم

اعلم أن البعض قد يقول هذه نظرة تشاؤمية على الحياة، لكن هى حقيقة واقعة يعيشها كثيرون، و كل واحد في هذه الحياة ينتظر الموت بطريقته , و قد يكون الانتظار طويلا و قد يكون قصيرا , و هذا يرجع لقابلية الشخص على أن يتكيف مع الحياة المتبقية له في الدنيا , فقد أصبحت الحياة صعبة على الجميع و الكثيرون يدعون على أنفسهم بالموت

و قد قال الله تعالي {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً} (11) سورة الإسراء , فهذا دليل على أن الموت قد يكون شرا و هو في نظر صاحبه خيرا و هو بذلك في عجلة من أمره و هو لا يعلم أين الخير .

ما لاحظته هو وجود أشخاص يدعون على أنفسهم بالموت و كأنهم ضامنين دخولهم الجنة , قال الله تعالى {قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (94) سورة البقرة و لكن الحقيقة هي إنهم يواجهون مشاكل في الدنيا فاعتقدوا أن في موتهم خلاص من هذه المشاكل , و هنا وقفة هل أنت مستعد للموت و مقابلة الواحد الأحد الفرد الصمد , أم انك تهرب من مشاكلك بطلب الموت ؟, انظر إلى هذه الكلمة و تمعن فيها جيدا ( و كان الإنسان عجولا ) صدق الله العظيم , الاستعجال في طلب الموت , و من ثم انتظاره و إذا طال الانتظار قد يؤدي إلى الأكتئاب و من ثم الاستعجال في طلب الموت قد يلحقه الانتحار , و هنا فطلب الموت فيه خطورة شديدة غير محسوبة العواقب .

إذا هناك من يطلبون الموت بسبب مشاكلهم و لكن هناك من يطلبون الموت لأنفسهم بسبب عدم وجود جديد في حياتهم وإنها أصبحت خاوية من مضمونها , و قد يكون كبر السن أو العجز أحد أسباب طلب الموت , فهناك من تمنى لقاء أبويه المتوفيين و لقاء أصحابه و من سبقوه , و في اعتقادي أن هناك أيضا من يحيط نفسه بظلام دامس و يجعله شرنقة له في الدنيا يستعد لأن يولد من جديد في مكان آخر , هو أفضل له من هذا العالم الذي لا يناسب إمكانياته الحالية , فكبار السن و المرضى , أي شيء آخر أفضل ممن هم فيه الآن , فعندنا نقول مثل ( الكبر عبر ) و أيضا المرض ما هو إلا صبر و امتحان و ابتلاء من الله , هل هناك مريض قادر على أن يصبر و يتحمل مرضه , ممكن !!!!

و هناك من اشتاق إلى رؤية الله سبحانه وتعالى و رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و أصحابه رضوان الله عليهم جميعا و آل بيته الكرام , فقليل هم من زهدوا الدنيا طلبا في لقاء الله دون معصيته , و لكن لحلاوة القرب منه و السعادة في رضوانه و جنته , و إذا أحب العبد لقاء ربه أحب الله لقاءه , كما ورد في الحديث الشريف , عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه) .

و هناك من قاموا بأداء فروض الله و قاموا بكل شيء طلبه الله منهم في الدنيا , و بقيت لهم فريضة واحدة إذا قاموا بتأديتها و في قدر استطاعتهم فأنهم يكونوا قد

أتموا ما عليهم من فروض وواجبات في حياتهم على ما يحب الله ورسوله و هي فريضة ( الحج ) , و كل حاج يتمنى أن تكون حجته هي خاتم أعماله في الدنيا و ليس مطلب سوى لقاء الله و رسوله , و يا لها من نهاية في موكب النور , حيث تزفه ملائكة الأرض والسماء , و يكون لقاءه بالمولي عز و جل في بيته الحرام هو خير نهاية لعمل الإنسان, و إذا كنا كلنا نحب لقاء الله , إذا من الذي يكره لقاء الله ؟ الذي يكره لقاء الله هو من خفت موازينه , أي آتى الدنيا فعرف أن هناك اله و هناك حساب و هناك واجبات و متطلبات فأستخف بها و لم يؤديها حقها , فإذا آتاه الموت بغتة أو كان على قرب منه , تذكر ما قدمت يداه فقال في نفسه إني هالك هالك , فتمنى أن يعيش و لا يموت و إذا اكبر في السن و تمكنت منه الأمراض , تمنى أن يعيش بمرضه و أللامه و شيخوخته على أن يقابل الله بذنوبه , فهؤلاء كرهوا لقاء الله فكره الله لقاؤهم.

الكارثة هي بالفعل عندما يطلب الشباب الموت , فهذا يدل على عجز الشباب على أن يكونوا معمرين للأرض بمن يعبدوا الله و يعرفونه و يعملوا على نشر كلمته بالحق , و اخطر شيء يكسر ظهر الأمم طلب شبابها الموت في الصغر , و كما نعرف فأن الحياة قد تساعد بعض الشباب على الاستمرار فيها و لكن الغالبية العظمى منهم , قد دعوا على أنفسهم بالموت في فترة من فترات حياتهم , و إذا غيروا من أنفسهم فسوف يغير الله حياتهم إلى الأفضل , و هنا سوف يطلبوا طول العمر , و هذه هي الحياة و لكن من يصبر ؟ و من قادر على تغير حياته إلى الأفضل مع التقرب إلى الله في كل خطوة , فإن الله يعطي الصابرين جزاء صبرهم فهل انتظرتم ؟

قد يكون الموت راحة من الدنيا و لكنه قد يكون بداية عذاب ابدي في الآخرة

إعلم أن هناك من يلازمه الموت كل يوم , و لكنه قد يعيش أكثر منك

خيرا لك أن تقابل الله صابرا محتسبا على أن تقابله يائسا منتحرا

طلب الموت يسبقه حُسن العمل