عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشارات كونية

هناك أشياء تحدث في حياتنا  لا نجد لها تفسير منطقي , و هنا يأتي العقل بتفسيرها على إن هذه الأشياء التي تحدث رسالة أو إشارة من الله و قد تتكرر المواقف المشابه لذلك , لدرجة أن الشخص يقول هذه إشارة من ربنا تخبرني أن هذا الموضوع يجب أن ابتعد عنه , و هنا تتغلب العاطفة على العقل و تقود صاحبها إلى حلول أخرى قد تهواها نفسه دون علم منه بذلك و سوف أوضح بعض الأمثلة لذلك .

قديما كان الحكام و الملوك يقولون أن ما يقومون به من أفعال هي بأوامر من الله , و اتخذوا من ذلك سبيلا لتأكيد سلطتهم الدنيوية على البشر , فهناك الحاكم بأمر الله المنصور الفاطمي و لقب والده هو العزيز بالله الفاطمي و هنا نلاحظ انه سبق اسمه بالحاكم بأمر الله فهو ما يقوم به يكون موجها من الله و من يخالفه فهو يخالف أمر الله , و هكذا فعل الكثيرون من الحكام العرب و من الحكام الغربيين الذين استعانوا برجال الدين لتثبيت حكمهم بأن ما يقومون به هو مبارك من الله و بأمره , و  يستمدون بذلك القوة في الاستبداد بالحكم  و منهم من استخدم ذلك في شن الحروب التي أطلقوا عليها الحرب المقدسة .

وأيضا هناك شخص تقدم للزواج من فتاه يحبها , و عندما يحدد موعد للزفاف , يحدث شيء يؤجل الفرح مثل وفاة قريب له أو قريب للعروس ثم يحدد وقت آخر للزفاف , فيحدث حادث سيارة للعريس أو لأحد من أقاربه هنا تجد العريس يقول لنفسه هذه إشارة من الله بأن لا أتم هذا الزواج و في مجتمعنا الشرقي تجد الزوجة غالبا في وضع محرج للغاية , فإذا حدثت المشكلة للعريس أو لأحد من أهل العريس , أو عندما يحدث انقطاع للكهرباء أو غير ذلك من الأمور الخارجة عن إرادتهم يقولون ( وشها نحس هذه إشارة من ربنا ابعد عن الجوازة دي ) , و هنا يكون العريس في حالة من التخبط العقلي الشديد فما يحدث يقول أن يبتعد عن هذه الزيجة لكن هل تتنصر الإشارات و الرسائل أم ينتصر الحب و يتوكل على الله ؟ , نلاحظ هنا العروس مظلومة في هذا الوضع , لأن من عادتنا السيئة أن نلوم النساء على أشياء ليست لهم يد في حدوثها .

شخص ذهب ليتقدم لوظيفة و مطلوب منه بعض الأوراق المطلوبة , و ذهب كي ينجزها , إذا به و هو في الطريق تتعطل به السيارة و يضيع اليوم في إصلاحها , و يذهب مرة ثانية في يوم آخر , فيجد أن هذا اليوم عطلة رسمية للمحافظة فيعاود الكرة في يوم آخر , فيحدث أن يطلب منه أن ينتظر إلى الغد لأن المسئول عن طلبه مريض و لم يحضر اليوم , و هنا يقول لنفسه هذه إشارة من الله أن هذا الموضوع غير ميسر لي فيه , فهل يقرر أن يصرف نظر عن هذه الوظيفة أم يتوكل على الله و يكمل إلى النهاية ؟.

هناك من يتخيلون أن أي شيء يحدث من حولهم هو إشارة لهم و رسالة تخبرهم بشيء ما ,  و على هذا الأساس منهم حقا من يتخذ رد فعل على هذا التخيل , و قد يكونوا على حق و قد يكونوا على خطأ   , و لكن المواقف المختلفة التي تحدث لنا و تقف في طريقنا , قد تكون اختبارا لنا من الله , ليمتحن صبرنا و مدى تحملنا لمشاكلنا و هناك دعاء التيسير , اللهم يا مُسَهِّل الشديد ، ويا مُلَين الحديد ، ويا مُنْجِزَ الوعيد ، ويا مَنْ هو كُلَّ يوم في أمر جديد ، أخرجني من حِلَقْ الضيق إلى أوسع الطريق ، بِكَ أدفع ما لا أطيق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .  

هل ترى ما حدث إشارة من الله أم مجرد حدث عادي قد يحدث لأخريين ؟