رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استقالة حكومة شرف..واجبة

عندي مشكلة مع حكومة الدكتور شرف حيث احترت في توصيف نوع المهمة المكلفة بها..فهل هي حكومة تصريف أعمال..أم هي حكومة دائمة..وجه العجب عندي أن وزراء تلك الحكومة يتصرف كلا منهم وفق قناعته.. فبعضهم مقتنع تماما أنه وزير مؤقت في حكومة مؤقتة ومن ثم فإنه لايفتح صدره للقضايا المزمنة فلا يحسم أمرا ولايوقع قرارا  (وزراء الصحة والتعليم والصناعة) وبالتالي فإنه يعد الأيام حتي يعود سالما الي بيته وليس الي طرة.

 

وهناك فريق من الوزراء يتصرفون بصفتهم أعضاء في حكومة دائمة وأنهم باقون في كرسي الوزارة الي ماشاء الله..هذا الفريق يخطط لمشروعات تحتاج عقودا كاملة بل انه لايتحرج أن يدخل الي مشروع قبل أن ينتهي من آخر (وزراء التضامن الكهرباء)..وفريق آخر من الوزراء يعرف أنه سيخرج من الوزارة بعد اعلان نتيجة انتخابات مجلس الشعب القادمة لذا فإنه يسعي الي تلميع نفسه واسمه اذ ربما يضمه الحزب الفائز بالأغلبية الي حكومة الحزب.

وسوف تجد هذا الفريق من الوزراء يقضون يومهم داخل ستديوهات البرامج الفضائية وتصريحاتهم تملأ الصحف وكلها تذكرك بتصريحات وزراء العهد السابق..ربما لم يصل الي مسامع هؤلاء أن هناك ثورة قد قامت في البلد.

أحيانا ألتمس الأعذار لهؤلاء الوزراء حيث أن رئيس الوزراء لم يحدد لنفسه أو لنا توصيفا لوزارته..فأحيانا نجده يتخذ من القرارات مايجعلنا نطلق وصف تسيير الأعمال علي حكومته مثل قراره بتجميد عمل محافظ قنا لمدة ثلاثة اشهر علي أساس ترحيل المشكلة فيما بعد..ثم نجد نفس رئيس الوزراء ينتقل 180درجة من خانة رئيس حكومة تصريف الأعمال الي خانة رئيس الوزراء المنتخب الجالس في مقعده عدة سنوات..لذا يسعي الي انجاز أو تدشين مشروعات تستغرق سنوات طويلة مثل مشروع ممر التنمية ومشروع مدينة زويل العلمية.

(ملحوظة:لانعترض علي انجاز هذين المشروعين بل ربما رأينا تأخر في اطلاقهما لكن وجه الاعتراض أن مثل تلك المشروعات يحتاج الي نقاش واسع ودراسة مستفيضة والبحث عن تمويل لانجازهما في توقيتات محددة..لكن اطلاق المشروعات بتلك السرعة ربما يأتي بنتائج عكسية غير مرجوة.)

بعض تحركات د.شرف تؤكد قناعته أنه ليس رئيسا لحكومة تسيير أعمال ومثال ذلك كثرة زياراته الخارجية التي لا نجد رابطا يجمعها..ففي خلال ثلاثة أشهر طاف د.شرف معظم العواصم العالمية دون أن نجد مردودا يذكر لتلك الزيارات علي مستوي حياتنا الداخلية مما يحتاج معه الي

تفسير..فهل الرجل من محبي السفر للخارج وانه في ذلك يمارس هواية أسلافه.

ربما لو أردنا نموذجا لأحد الوزراء داخل حكومة شرف ينطبق عليه الأوصاف السابقة فلن نجد نموذجا أفضل من وزير المالية د.سمير رضوان..حيث يتصرف أحيانا كوزير في حكومة تصريف أعمال يسعي الي تدبير المرتبات حتي لو وصل به الحال الي التفاهم مع البنك المركزي لطباعة مزيد من البنكنوت مما يؤدي الي زيادة التضخم لكن لأنه يعرف أنه سيرحل بعد عدة أسابيع فإنه غير معني بارتفاع مؤشر التضخم بعد طباعة البنكنوت دون غطاء من انتاج.

من جهة أخري يتصرف الرجل كأنه يعمل في وزارة دائمة لعدة سنوات لذا نجده سعيا الي حل المشكلات العاجلة ومع ضغوط الاحتياجات فإنه يسعي الي مزيد من الاقتراض الخارجي مثلما اقترض مؤخرا 3مليارات دولار من البنك الدولي مما سيزيد من أعباء الدين العام للحكومة الحالية وكل حكومة قادمة ويزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي في مصر.

ولأن الرجل يخالجه الظن بقرب رحيل حكومته لذا فإنه يسعي الي تلميع نفسه اعلاميا اذ ربما يجري تكليفه في الحكومة المنتخبة القادمة..فتجده في جميع البرامج الفضائية والأرضية وكل الصحف الحزبية والقومية والمستقلة حتي تنتابك الدهشة وتتساءل:كيف يدير وزارته وسط هذا الكم من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية.

هذه الحكومة جري تكليفها بانجاز مهمتين هما استعادة الأمن ودفع عجلة الانتاج المتوقفة..ومطلوب من الدكتور شرف أن يسأل نفسه:هل حقق هو وحكومته انجازا في هذين الملفين أم لا؟..ولأنه يمتلك ضميرا حيا فسيعرف أنه لم يحقق وحكومته شيئا..لذا  فقد حان وقت الرحيل.

[email protected]