مجلس شعب.. دايت
ربما وبسبب ارتفاع أعمار قيادات الحزب الوطني فإنهم يتبعون نظاما غذائيا (دايت) خال من الكوليسترول والدهون.. لذا فإن تلك القيادات والتي تشرف علي انتخابات مجلس الشعب الحالية قررت أن تحصل بالمرة علي مجلس شعب (دايت) خال من الدهون والكوليسترول أي من المعارضة والأصوات المشاكسة..ربما لإحساسهم أن المعارضة تسبب تكلسا وتصلبا في شرايين الحزب الحاكم ونوابه داخل البرلمان ومن ثم وجب أن يكون البرلمان القادم خاليا من الدهون –عفوا-المعارضة.
وإذا تركنا (الدايت) وبدأنا نحلل الأرقام التي أسفرت عنها المرحلة الأولي للإنتخابات فسوف نجد أن النتيجة التي حققها الحزب الوطني (97%) قد أعادتنا الي الوراء أكثر من خمسين عاما عندما كنا نعيش في ظل برلمان (مجلس الأمة) التنظيم السياسي الواحد (الاتحاد الاشتراكي وهيئة التحرير) وإذا كان هناك مايبرر ذلك في الخمسينات بعد أن ألغت الثورة الأحزاب..فإن السؤال الآن هو:ما المبرر الذي يجعلنا نقبل ببرلمان التنظيم السياسي الواحد وهو مجلس الشعب القادم الذي سيكون برلمان الحزب الوطني فقط..فبعد أكثر من نصف قرن عاد بنا الحكم الي الوراء وحذف خمسين سنة من حياتنا السياسية ومن تعدد المنابر السياسية وظهور الأحزاب السياسية..ونجح جناح بعينه داخل الحزب الحاكم في إقصاء كافة القوي والتيارات السياسية من مجلس الشعب القادم..فهو مجلس لايعبر عن اختلاف انتماءات وتوجهات المصريين..فهو برلمان الحزب الوطني وليس برلمان مصر.
وأشد مايغيظك هو حديث قيادات الحزب الوطني في وسائل الإعلام حول نزاهة الإنتخابات التي جرت..إنهم يتحدثون عن انتخابات أخري جرت في بلد آخر لانعيش فيه..خاصة منطقهم المتهافت بأن حديث المعارضة عن التزوير هو شماعة المرشحين الخاسرين..رغم أن الطفل الذي يعيش بيننا ويسير في شوارعنا لن يصدق تلك النتيجة التي لم يحققها أي حزب في أي بلد بالعالم استمر في حكمه ثلاثة عقود.
هل هناك حزب في الدنيا يحصل علي 97% خاصة إذا كان رئيس هذا الحزب عندما خاض الإنتخابات الرئاسية قد نجح بنسبة أقل من تلك النتيجة وكانت 88%..فكيف يحقق حزب الرئيس
وإذا كان الحزب الوطني ومرشحوه يخوضون الانتخابات وفق برنامج وانجازات الحزب الذي ينتمون له فإن الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون بسبب سياسات الحزب الوطني التي أدت الي ارتفاع الأسعار وزيادة معدلات البطالة وتفشي معدلات الفقر حتي وصلت الي 40% بين المصريين..كل هذا يدفع الناخب الي عدم انتخاب مرشحي الحزب الوطني لكننا بقدرة قادر وجدنا الحزب ونوابه يحققون الإجماع رغم أن العقل لايقتنع بأن يرفض كل الناخبين كل مرشحي المعارضة والمستقلين.
مافعله الحزب الوطني في الانتخابات هو تزوير فاضح لكن للأسف لايوجد قانون يحاسب من يرتكب جريمة الفعل السياسي الفاضح في اللجان الانتخابية.