عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

برلمان الا ربع

يعقد مجلس الشعب الجديد اليوم الاثنين أولي جلساته التي ينتظرها ملايين المصريين مثلما لم يحدث لجلسة افتتاح برلمانية طوال ستة عقود مضت,ولم لا وهو أول برلمان ينعقد دون حضور رئيس جمهورية يلقي كلمة افتتاحية

,كما أنه برلمان لايضم حزبا حاكما -لأول مرة- أو حزبا حصل علي الأغلبية,للتذكرة فإن حزب الحرية والعدالة حقق (أكثرية) مريحة وليست (أغلبية مطلقة),كما أن رئيس مجلس الشعب الجديد جاء خلفا لمن جلس علي الكرسي طوال 21عاما متصلة كأن البرلمان بنوابه ومصر برجالها قد عقمت أن تلد من يستحق الجلوس علي هذا الكرسي,وتبدو السمة الأبرز للبرلمان الجديد أنه يجمع بين جنباته مختلف ألوان الطيف السياسي حيث تيار الاسلام السياسي بجناحيه الإخوان المسلمين (الحرية والعدالة) والسلفيين (النور),والتيار الليبرالي ممثلا في أحزاب الوفد والمصريين الأحرار ثم أحزاب اليسار  ويمثلها التجمع,كما يضم البرلمان الجديد بعض الاتجاهات الحزبية المختلفة وبعض الوجوه التي شاركت في ثورة يناير.
ورغم تلك الملامح التي يتسم بها مجلس الشعب الجديد لكنه وفي المقابل نجده يحمل بعض الصور السلبية,فرغم أنه أول برلمان يجري تشكيله بعد ثورة شعبية عظيمة لكن يمكن القول أنه لايعبر بشكل حقيقي عن ميدان التحرير أو عن مصر بتنوعها الهائل فقد غاب عن هذا البرلمان علي سبيل المثال:
1-الثوار:فهو برلمان لايضم بين جنباته شباب الثورة الذين أضاءوا شعلتها,فلم تحرص الأحزاب الكبيرة علي أن تضع علي رأس قوائمها عددا من شباب الثورة,ومن ثم فقد غابوا عن هذا البرلمان,رغم أن وجود هؤلاء الثوار كان سينقل الفعل الثوري من الميدان الي البرلمان وبالتالي ننتقل من الحالة الثورية الي الحالة السياسية.
2-المرأة:رغم أن المرأة تمثل 49% من التعداد العام للسكان كما أن نسبة مشاركتها في الانتخابات الأخيرة كانت الأعلي مقارنة بالرجال لكن هذا البرلمان ضن علي المرأة بالظهور تحت قبته فلم ينجح سوي عدد قليل من النائبات لايتجاوز أصابع اليد الواحدة وربما أقل,رغم مشاركة المرأة الثوار ثورتهم في ميدان التحرير وكل ميادين مصر بل شاركت نساء مصر في كل فعاليات وزخم الثورة.
3-الأقباط:حسب احصائيات شبه رسمية يشكل المسيحيين مايقرب من عشرة بالمائة من تعداد المصريين لكن البرلمان الجديد لم يصل اليه من المسيحيين سوي نائبين فقط ولم تبذل الأحزاب جهدا في ترشيح عددا أكبر من المسيحيين.
تلك ثلاث فئات (علي الأقل) يبدو غيابهم عن البرلمان فارقا,وسيكون له تأثيره السلبي علي أداء البرلمان,فكيف سيحقق البرلمان الجديد بقية أهداف الثورة وكل تلك الشرائح غير ممثلة داخله,لكنهم يصرون علي وصفه بأنه برلمان الثورة,فكيف تغيب المرأة بقضاياها ومشاكلها عن البرلمان ومن سيناقش أحوالها وكذلك أحوال المسيحيين.
نعرف أن كل برلمانات النظام السابق كانت صنيعته وكانت أقرب للتعيين من المحظوظين والمرضي عنهم,ورغم سلبياتها لكن المرأة والمسيحيين كانوا ممثلين بنسب ليست كبيرة لكنها لم تكن منعدمة مثل البرلمان الجديد ونأمل هنا أن يراعي المجلس العسكري أن تضم

قائمة المعينين بالبرلمان تلك الفئات التي لم تنل حظها من التمثيل.
اذا تركنا تلك الملاحظات فإن البرلمان الجديد سيحمل أعباء كثيرة منذ يومه الأول ويكفي أنه سيكون تحت المراقبة والملاحظة الشعبية من ميدان التحرير وأي محاولة منه لتجاوز مايريده الشعب فإن مصيره سيكون الي الزوال فورا,فقد صبر المصريون بما يكفي ويريدون الآن  انجازا علي أرض الواقع,ويمكننا هنا تقسيم المهام الملقاة علي عاتق النواب والتي ينتظرها المصريون الي جزئين:
الأول وهي تلك المطالب (الشعبية) بالدرجة الاولي مثل حل المشاكل الحياتية اليومية كأنابيب البوتوجاز والبنزين والسولار ورغيف العيش ثم الأزمات القاتلة والضاغطة مثل البطالة وضرورة توفير فرص عمل كثيرة واصلاح سريع لأزمات الاقتصاد المصري ودفعه للأمام وانجاز دفعة من القوانين الشعبية مثل الحد الأدني والأعلي للأجور.
الفئة الثانية للمطالب تلك المتعلقة بميدان التحرير والثوار والنخب والقوي السياسية مثل قوانين القضاء والتأمينات وحق التظاهر والأجور والتأمينات واعادة هيكلة الإعلام الرسمي وأجهزة الأمن.
ومثلما تري فإن الظن الغالب أن هذا البرلمان سوف يرسم ملامح نظام سياسي واقتصادي واجتماعي جديد لمصر والمصريين لكن يجب أن يتم ذلك عبر توافق مجتمعي ليس عبر فرض آراء الأغلبية أو ابرام التحالفات الضيقة بعيدا عن المصلحة العليا للبلاد.
ومع بدء البرلمان يومه الأول,ربما وجب هنا أن نطرح عددا من الأسئلة لتنشيط الذهن قليلا,مثل من سيلعب دور المعارضة تحت القبة هل سيكون حزب الوفد أم حزب النور؟ ومن سيكون شيخ  المعارضة وزعيمها؟.
اذا انتهيت من السؤال السابق فإن السؤال التالي سوف يكون عن المستقلين -عددهم ليس بالقليل ويمثلون نسبة كبيرة- اذا اعلنوا اتفاقهم علي تشكيل حزب جديد يضمهم لكنهم من ميول سياسية مختلفة فماذا سيكون حالهم ونوعية ادائهم,السؤال الثالث عن توقعات عمن سوف يبرز من النواب ليكونوا نجوما تحت القبة والذي يضم أمثلة مثل عمرو حمزاوي ومصطفي النجار ومحمود الخضيري ومصطفي بكري ووحيد عبد المجيد..دعونا نري وننتظر.

[email protected]m