رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون اختاروا رئيس الجمهورية القادم

سؤال: إذا تشابهت نتائج المرحلتين القادمتين من انتخابات مجلس الشعب بنتائج المرحلة الأولي..فهل يمكننا توقع الرئيس القادم من بين المرشحين المحتملين؟..هذا السؤال فرضته متابعة المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية, ظني أن النتائج التي ستفضي اليهما كلتا الانتخابات (البرلمانية والرئاسية) ستكون واحدة لأن الفارق الزمني بينهما سيكون بضعة أسابيع لا أكثر.

تقديري أنه يمكننا معرفة ملامح رئيس مصر القادم بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية إذا لم يحدث تغير كبير في نتائج المرحلتين القادمتين مقارنة بالمرحلة الأولي..صعود أسهم تيار الإسلام السياسي واحتمالية استحواذه علي ثلثي مقاعد البرلمان يعني بداهة أن النسبة الغالبة من أصوات الناخبين قد ذهبت الي ذلك التيار,ولأن هؤلاء الناخبين سيكونوا هم أنفسهم المصوتون في الانتخابات الرئاسية بعد أسابيع قليلة من انتهاء الانتخابات البرلمانية,فمن المتوقع أن يصوتوا بنفس النسب لمرشحي الرئاسة المطروحين وقتها في ورقة الانتخابات,ولأن أغلبية الناخبين منحوا أصواتهم للمرشحين أصحاب الشعارات الدينية فإنه وبنفس القياس يمكن توقع أن يمنح هؤلاء الناخبين أصواتهم للمرشح الرئاسي المحسوب علي تيار الإسلام السياسي أو مدعوما منه..وإذا تأملنا في أسماء مرشحي الرئاسة سنجد أنهم ينقسمون الي ثلاثة أقسام:
الأول:فريق من المرشحين يعبر بشكل مباشر عن التيارات الاسلامية ويضم ثلاثة مرشحين هم د.عبد المنعم أبو الفتوح ود.محمد سليم وحازم صلاح أبو اسماعيل.
الفريق الثاني:لايعبر مباشرة عن تيار الاسلام السياسي لكنه علي مسافة جيدة منه وتمر تلك العلاقة بفترات من المد والجزر وأبرز هؤلاء هما الدكتور محمد البرادعي الذي شكل اتفاقا ثنائيا بينه وبين الاخوان في منتصف العام الماضي في ظل وجود مبارك ولكن تأثرت علاقته سلبا بالاخوان خلال الأسابيع القليلة الماضية حتي أنها رفضت تسميته رئيسا للوزراء,أما المرشح الثاني الذي يتمتع بعلاقة جيدة مع تيارات الاسلام السياسي وتحديدا الإخوان فهو عمرو موسي الذي لم يضبط بتصريح ضد هذا التيار.
الفريق الثالث:ويضم بقية مرشحي الرئاسة وهذا الفريق ليس مرشحا عن تيارات الاسلام السياسي كما أنه ليس مدعوما منه وربما يكون غير مرحبا به لدي تلك التيارات.
واذا استبعدنا الفريق الثالث من المرشحين مع استمرار تشابه نتائج المرحلتين الثانية والثالثة مع المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية من زيادة تصاعد قوي الاسلام السياسي فإن المنافسة ستكون محصورة لدي مرشحي الفريقين الأول والثاني وهم أبو الفتوح وأبو اسماعيل والعوا والبرادعي وموسي..وهؤلاء الخمس (مالم يظهر مرشحون جدد وفق السياق السابق) لايقفون جميعا علي أرضية واحدة من العلاقة مع تيارات الاسلام السياسي كما أنهم لايتمتعون بشعبية واحدة في الشارع,ووفق استطلاعات الرأي المنشورة والمتداولة يأتي عمرو موسي في المقدمة لكن تظل تلك النسب متأرجحة حتي قرب الانتخابات حيث المفاجآت متوقعة.
ورغم أن د.البرادعي ظل طوال العام الماضي والنصف الأول من العام الحالي هو المرشح الأبرز  لكن أسهمه تراجعت في الشارع كما أن جماعة الإخوان لم تعد تدعمه كما السابق,أضف الي ذلك أن البرادعي

لايتمتع بترحيب المؤسسة العسكرية بسبب مطالبته بأن تكون تلك المؤسسة علي درجة واحدة مع بقية مؤسسات الدولة بأن تخضع للمحاسبة والمراقبة ولاتكون فوق القانون..لكن للبرادعي مؤيديه وسط المثفين والنخب والتيار الوطني الليبرالي وأحزاب مابعد الثورة وكذلك غالبية ميدان التحرير..أما عمرو موسي فلم تصدر عنه تصريحات صادمة أو فارقة حيث يجيد مسك العصا من المنتصف وتصريحاته ديبلوماسية كطبيعة عمله السابق,ولدي موسي شعبيته في الشارع وقبول من المجلس العسكري وكان زميلا للمشير طنطاوي في حكومات مبارك ولايشكل هاجسا للمؤسسة العسكرية وسيكون مريحا في التعامل معها, كما أنه سياسي بارع مما يمكنه من ابرام صفقة انتخابية جيدة مع قوي الاسلام السياسي..ويظل حازم صلاح أبواسماعيل أحد مرشحي الرئاسة الأقوياء وقد ذكر لي مديري حملتي اثنين من مرشحي الرئاسة البارزين أن أبو اسماعيل سيشكل رقما صعبا في الانتخابات الرئاسية ولديه فرص قوية للإعادة..لكنه منقسم عليه في ميدان التحرير وليس علي توافق مع المجلس العسكري كما أن النخبة المثقفة والتيارات الليبرالية وقطاع ليس بالقليل من المصريين لايرحبون به, لكن لديه أتباعه الكثر خاصة وسط تيارات الاسلام السياسي والسلفيين..ويظل اللغز هنا هو عبد المنعم أبو الفتوح فقد قال أن جميع الإخوان المسلمين سيمنحوه أصواتهم لكن جماعة الاخوان فصلته ولايوجد مايمكننا البناء عليه من تأييد أو عدم تأييد اخواني للرجل الذي يتمتع بقبول كبير لدي قطاعات مهمه من النخب والمثقفين والأقباط والشارع وميدان التحرير لكن مشكلته الرئيسية أنه لايمكن حسبانه علي التيار الديني كما لايمكن أيضا حسبانه علي التيار الليبرالي.
تلك قراءتي السريعة بعد انتهاء المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية والتي نري أنها مقدمة لانتخابات الرئاسة..فهل سيمنح الناخبون المصريون أصواتهم لمرشح رئاسي ممثل لتيارات اسلامية او مدعوما منها أم سيتصرف بعقلية الناخب الأمريكي الذي إذا منح رئاسة الدولة للحزب الديمقراطي (مثلا) فإنه يمنح الأغلبية في الكونجرس للحزب الجمهوري المنافس.دعونا ننتظر.

[email protected]