رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل ربح البنك الأهلي كل هذه المليارات؟

عندما تنتهي من قراءة الحملة الإعلانية التي نشرها البنك الأهلي المصري في الصحف منذ أيام قليلة..فإنك سوف تصل الي معلومة وحيدة حرصت إدارة البنك علي التأكيد عليها في الإعلان..مفادها أن أرباح البنك عن السنة المالية الماضية 2009-2010 قد بلغت ملياري جنيه بالتمام والكمال (ألفين مليون جنيه).

كثافة الحملة الإعلانية وانتشارها في صحف كثيرة دفعني لقراءتها وتأمل حجم الربحية التي حققها البنك خاصة أن هذا الرقم الذي حققه البنك يفتح بابا كبيرا من التساؤلات..خاصة أن حجم الأرباح المعلنة قد تحقق عن العام 2009 -2010 ونعرف جميعا حجم الكارثة الاقتصادية التي حلت بالعالم في هذا العام..فيما عرف بالأزمة الإقتصادية الكبري التي أدت الي تراجع كبير في حجم النمو الإقتصادي لمختلف دول العالم..حتي أن بعض البلدان سجلت معدلات نموا بلغت الصفر..وأخري كان اقتصادها ينمو بالسالب أي تحت الصفر..بينما حققت الحكومة المصرية في هذه السنة الصعبة نموا بلغ في أقصي التقديرات الرسمية تفاؤلا 5% .

تتطلب منا أرقام الربحية التي حققها الأهلي المصري أن نقارنها بأرباح البنك نفسه عن سنة ماضية..عند ذلك سوف تعرف أن هذا البنك قد بلغت ربحيته 385 مليون جنيه عن العام المالي 2007-2008 ..وهو العام الذي سجل فيه اقتصادنا معدل نمو مرتفع بلغ 7.5%..تلك المقارنة بين أرباح البنك عن السنة الماضية والتي سبقتها بعامين فقط تدفعنا الي سؤال منطقي هو:كيف يحقق البنك الأهلي ملياري جنيه أرباح في ظل اقتصاد حقق نمو 5% بينما نفس البنك قد حقق أرباحا بلغت 385 في ظل اقتصاد حقق نمو 7,5%..ثم ماهي تلك المنشأة التي تحقق ربحية  500% في غضون عامين فقط مقارنة بسنتين سابقتين.. حيث ارتفعت ربحية البنك من 385 مليون الي الفين مليون جنيه.

سؤالي للمختصين هل تعمل البنوك في عالم افتراضي منعزل عن الاقتصاد المحلي الذي تدور في فلكه..مانعرفه أن النشاط الرئيسي للبنك هو أنه

وسيط بين المودع (الذي يضع أمواله في البنوك) وبين المقترض (شركة أو رجل أعمال أو أفراد) وإذا تراجعت احدي الحركتين -الايداع أو الاقتراض- أصاب الشلل البنوك..والمعروف أيضا أن العام المالي الذي حقق الأهلي المصري فيه تلك الأرباح المرتفعة كان عاما للكساد وتراجع معدلات النمو..ومن ثم لابد أن يكون قد حدث تراجع بالتبعية  في إقبال المستثمرين ورجال الأعمال في الاقتراض حيث كان الاقتصاد المصري ينمو ببطء شديد جدا..فكيف نجح البنك الأهلي في تحقيق تلك المعدلات العالية من الأرباح وسط هذه الظروف الإقتصادية الصعبة.

هل تعامل البنك –مثلا-مع ديونه الرديئة أو المعدومة (التي يحتمل عدم سداد المقترض لها) علي أنها قروض حسنة..ومن م قام بوضعها في خانة أرباحه أم ماذا جري إذن حتي يحقق البنك تلك الأرباح بينما الإدارة كما هي لم تتغير..نرجو أن نجد إجابة (مقنعة) عن كل تلك الأسئلة.

الحسنة الوحيدة عندي والتي تركها إعلان البنك الأهلي عن أرباحه الضخمة تدفعني الي سؤال حكومتنا:إذا كانت البنوك الحكومية تربح كل هذه الأرباح الضخمة -ماشاء الله- طبقا للإعلانات المنشورة..فلماذا إذن تم ببيع بنك الإسكندرية..وتصرون اصرارا شديدا علي بيع بنك القاهرة أيضا..هل تعرفون شيئا لانعرفه..الا اذا كانت ميزانية تلك البنوك مضروبة لزوم التسويق الخارجي للبيع؟.

[email protected]