عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سيناء.. هل من متابع وقارىء للأحداث؟

 فى حوار خاص له مع الأهرام الطبعة الدولية بتاريخ20/4/2007، وبسؤاله عن أهم تأثيرات حرب 73على المجتمع الإسرائيلى.. ذكر السفير السفير حسن عيسى، وهو  إحدى المشاركين فى المفاوضات المصرية الإسرائيلية حول طابا عام 1982 والتي انتهت بالتحكيم، كذا مدير إدارة ملف إسرائيل بوزارة الخارجية فى عام1986.

. ذكر أن: "فى تقدير إسرائيل وتقييمها لعلاقتها الخارجية فإن مصر تأتى فى المرتبة الأولى، بل وتسبق الولايات المتحدة، التى تعتبر علاقتها بها إحدى المسلمات. فهناك حرص شديد من جانب إسرائيل على علاقتها  مع مصر، ذلك على الرغم من بعض التصرفات المظهرية، والتى يظهر منها الإستخفاف وعدم الإعتداد، بل وأؤكد أن أسرائيل لا تقيم وزن لدولة ما  فى العالم مثلما تقيم ل(مصر). ولا يعتقد أحد أن هذا من منطلق المحبة لمصر أو المصريين، ولكنه من منطلق شدة الإحترام والتقدير لقيمة مصر كدولة، بل والفهم العميق والدراسة المتأنية لشخصية الإنسان المصرى.. تاريخه وقيمه وعاداته وتقاليده ومدى إلتزامه بدينه. وتلك ليست مبالغة بل نتاج خبرة وكم تعاملات فى الداخل الإسرائيلى، والتى يمكن القول بناءا عليها أن الغالبية ممن رأيتهم وتعاملت معهم داخل إسرائيل من يناير 1982 ولمدة خمس سنوات بعدها يرون أن عملية الإنسحاب الإسرائيلى من الأراضى المصرية كان من أفضل القرارات السياسية والعسكرية التى أتخذتها إسرائيل".

 اتذكر هذا الحديث الان فى ظل ماحفلت به الأحداث فى سيناء مؤخرا من تهويل "مقصود"، خاصة فيما بعد جريمة إختراق إسرائيل الحدود المصرية (جويا)، كذا قتل واصابة عناصر أمنية مصرية، ومن ثم من ثم إنفجار الوضع فى الداخل، حيث مجمل ردود الأفعال المتمثلة فى حملة محاصرة السفارة الإسرائيلية وحرق العلم الإسرائيلى والإعتصام حتى طرد السفير، ذلك إلى جانب التصعيد المفتعل من خلال إرتفاع الاصوات المطالبة بإلغاء معاهدة (كامب ديفيد)، وهو القرار الذى لا يملك إتخاذه المجلس العسكرى أو الحكومة الإنتقالية، مما يدفع للتساؤل عن سر إصرار البعض ممن يطلق عليهم "النخبة" لدينا على إثارة مشاعر الغالبية منا ودفعهم نحو الشارع من جديد؟!.. هل هى مسألة تصفية حسابات مع المجلس العسكرى على مجمل ادائه خلال الفترة الماضية؟!، خاصة فيما بعد احتدام الاختلاف حول المحاكمات العسكرية لبعض النشطاء من المدنيين؟!. وإذا كانت المسأله هكذا.. فهل هذا هو توقيته الأمثل؟!.

 

 إن المتابع للوضع فى سيناء منذ ثورة 25يناير وبالأخص منذ خلع "المخلوع" وحتى الأن سيتضح له وبجلاء إن حادثة إيلات وما تبعها من إشتعال الموقف على الحدود ما هو إلا حلقة ضمن سلسلة من الأحداث، التى تتماشى وفق خطة مدبرة بإحكام من أجل زعزعة إستقرار الوطن، وهو ما تثبته الأحداث على الأرض، ذلك بتسلسلها التالى:

.هجمات متفرقه من جانب عناصر مسلحة مجهولة على مراكز الشرطة ومكاتب أمن الدولة فى سيناء خاصة على الشريط الحدودى فى العريش ورفح منذ قيام الثورة، بل وزيادتها خاصة بعد خلع "المخلوع"، ذلك من أجل تفتيت قوة الشرطة المسموح لها بالتواجد فى سيناء حسب إتفاقية (كامب ديفيد)

. بدء ظهور وإستخدام الاسلحة الثقيلة فى الهجمات مثل سلاح الاربى جى، والجميع هنا  مشغول بمتابعة مليونيات الميدان

.بداية الحديث عن امكانية تهديد أمن قناة السويس ك"ممر دولى"، بل وإمكانية حدوث هجمات قد تستدعى تدخل دولى فى شكل قوات حماية، وهو حديث على استحياء

من جانب بعض المحللين والخبراء العسكريين

.غزوة العريش"السوداء" 29- 30 يوليو.. ومحاولة هدم تمثال الرئيس السادات (موقع الاتفاقية)، كذا إتهام حركات فلسطينية جهادية بالتدبير والضلوع فيها، وبالاخص بعض أعضاء (حركة حماس)، كذا تردد إسم تنظيم "جيش الاسلام" من جديد، بل والأهم هو تأخر تدخل الجيش - ببعض فرقه- حتى صبيحة اليوم التالى بعد إخطار إسرائيل حفاظا على تطبيق بنود الإتفاقية

.الحديث عن انتشار التيار السلفى وتكوينه إماره إسلامية فى سيناء، كذا الحديث عن تواجد لبعض قيادى واعضاء تنظيم القاعدة، من ثم حملة تطهير بقيادة الجيش ومعاونة الشرطة؟!!

.. وهو ما يعقبه:

 

.تحذير ايهود باراك -17اغسطس- من خطورة الاوضاع فى سيناء على أمن اسرائيل ومطالبة رعاياه بمغادرتها، خاصة فيما بعد ارتفاع نسبة الاشغال السياحى، لاسيما بعد نقل المخلوع من شرم الشيخ لبدء جلسات محاكمته بالقاهرة

 

.أحداث إيلات - 18أغسطس- وتعدى اسرائيل لخط الحدود (جويا) وإرتكابها جريمة قتل مصريين..

 

 والسؤال هنا فقط: هل تبدو هاتيك الأحداث وبتسلسها الزمنى هذا كمجرد بعض الأحداث العشوائية، والتى يجب التعامل معها بإطلاق رصاصات الكلمات وترديد الشعارات وتكرار سماع دويها وحرق الإعلام والبحث عن الإعتذار فقط.. أم إنها أحداث تتماشى وخطة لا هدف لها سوى ضرب أمن وإستقرار الوطن، من ثم ضرورة التوقف عندها وإعادة قراءتها والتعامل معها بمنتهى الحذر، خاصة فى ظل الوضع الحالى، حيث لا وجود لرئيس أو برلمان أو حكومة مستقرة؟!، وهنا فقط يجب الإشادة بموقف الخارجية المصرية، التى يذكر لها إستخدامها - وللمرة الأولى- جميع ما أتيح أمامها من خيارات دبلوماسية فى مثل هذه المواقف، حيث إستدعاء السفير المصرى بإسرائيل للتشاور، كذا إستدعاء السفير الإسرائيلى بالقاهرة وتوبيخه على ما حدث.

 نعم الغضب مطلوب، لكن  العقل وحده هو ما يجب أن يحكم تصرفاتنا فى مثل هذه الأحداث بعيدا عن حملات التهويل، وهو ما يجب وأن يكون السمة الغالبة على التحرك العسكرى فى سيناء خلال الفترة القادمة، والذى بدأ العمل عليه بالفعل من خلال الجلسات مع الأهالى والمشايخ، ذلك من أجل إفساد خطط العدو، الذى يجب وأن يعلم ويفطن الجميع إلى مدى خوفه من إستعادتنا لعافيتنا، ومن ثم عودتنا لريادة المنطقة من جديد.