رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

11 فبراير.. مع أو ضد؟!

منذ الدعوات فى السابق إلى اضراب يوم (6ابريل)، وأنا لست مع فكرة الإضراب.. ضد أى دعوة عشوائية  تأتى دون وعى وتنظيم.. أو تخطيط وإدراك لأبعادها وجدواها  وتأثيراتها والأهدف المرجوة منها. ضد أى يعمل يقتصر وينحصر الهدف منه النيل وعن طريق الخطأ من مكانة الشعب والوطن

على حدا سواء.. فلابد قبلا وأن تكون مطالبتنا لنيل حقوقنا بالطريقة التى تحفظ لنا كرامتنا وكرامة الوطن، ذلك حتى لا يستغله  أحد فى  إبراز صورة غير حقيقية له كما حدث مرارا عندما أستغل البعض الأحداث وصورها للنيل من "الثورة" و"الثوار"، كذا الانتقاص من الحق فى التظاهر والاعلان عن الرأى!.

  وفى تقديرى إنه لا بد لنا من إستبيان وإستيضاح الفرق بين التظاهر، الذى هو يعنى التعاون والتجمع للإعلان عن الرضى أو السخط على أمر ما.. وبين الإضراب المعبر عن الكف عن العمل حتى تجاب المطالب، ذلك الفرق بين المعنيين هو ما يعنى انه يمكننا وببساطة شديدة الدعوة مثلا إلى وقفة إضرابية عن العمل، كلا داخل مكان عمله، ولو لمدة دقيقة واحدة إعلانا عن موقف معلن تجاه قضية ما، ذلك دون أدنى خسارة لأرواح أحد.. ودون النزول إلى التجمهر فى والدخول فى مصادمات تضر أكثر منها تفيد.. أو الجلوس بعيدا فى المنازل كمشاهدين صامتين، ولنتخيل سويا مدى تأثير توقف العاملين بكافة مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة لمجرد دقيقة واحدة عن العمل.

أرجو أن تكون الفكرة المراد إيصالها واضحة للجميع.. فكما ذكرت وفى مقالات سابقة ان "التغيير" ليس مجرد كلمة.. أو رد فعل نتيجة لحدثا ما، بل هو عملية متكاملة مكتملة الأركان.. مجموعمة من الخطوات المتراصة على طريق واضح المعالم نحو هدف معلن وصريح.. عمل منظم يتشارك فيه الجميع وليس فئة أو طبقة بعينها. عمل تتوافر له صفة الإستمرارية وفق مراحل إنتقالية محددة.. تتعدد أشكاله ورسائله الموجهة للمسئولين، ذلك من خلال النفاذ إلى كافة وسائل الإعلام والإتصال..عمل غير قاصر على مجرد شعارات وعبارات مفرغة المضمون.. متضاربة الأهداف غير مجدية الفعل.

وعليه اعود للتذكير من جديد ان المطلوب من كل فرد يعشق هذا الوطن بحق هو الإلتفاف مجددا حول الهدف العام للثورة، وهو "اسقاط النظام"، لكن ذلك ليس عبر العودة مجددا لافتراش أرض الميدان حاملين الشعار، لكن عبر تحويله

إلى واقع ملموس.. لا إنتظار من يأتى مستقبلا حاملا إلينا وعود تنفيذه، حيث لابد من البحث عن خطط بديلة بعيدا عن تكرار الضغط على أصحاب أيادى مرتعشة لا تقوى أيديهم على إحداث التغيير المنشود. لابد من تغيير أنفسنا والبدء فى هدم اركان النظام السابق بإيدينا، ذلك حتى إرساء دعائم الدولة الديمقراطية التى نتمناها ونرضاها، تلك الدولة التى انهارت ومؤسساتها منذ امد بعيد، حيث لم يك هناك سوى عصابه كانت-ولازالت- تدرير الامور لصالحها، من ثم وجب التطهير واعادة البناء.

ان ما يحدث الان هو نتاج استمرارية الفساد ورؤوسه بلا عقاب ولا حساب.. نتاج خطة قذرة يراد منها اغتيال حلم التغيير على ارض هذا الوطن ودفنه فى صدور ابناءه، من ثم فلابد من عدم السماح لأحد بتسريب روح اليأس إلينا من جديد أو الخوف من القادم حتى وإن كان أسوأ.. فلا داعى للخوف من الفشل.. فمن رحم الفشل يولد النجاح، ذلك شريطة الإصرار على الوصول إليه والسعى دوما نحوه عبر تلافى أخطاء تجارب الماضى والإستفادة من تراكم الخبرات الناتجة عنها.. لا للإرتكان أو الإستسلام لواقع يفرضه علينا آخرون.. أو تكرار الخطأ والعودة إلى إفتراش أرض الميدان إنتظارا للتغيير من الغير.
    
من ثم فأنا لست ضد الإضراب كفكرة، ولكن ضد امتهان هذا الحق بإطلاقه على غير ما يعنيه، وضد استخدامه وتوظيفه فى غير صالح الشعب، وضد الدعوة اليه بالشكل الذى قد يفرغه من مضمونه.. ضد أى دعوة يختلف حول اهدافها الداعون والمدعوين اليها.