رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السيادة الدولية هى من فجرت الثورات العربية

لست من هواة كتابة مقالات تحليلية عن رؤيتى لطبيعة ما يدور بالبلاد , الا ان حقيقة دعم امريكا والغرب للثورات العربية التى تفجرت تباعا , قد استوقفتنى وحملتنى لكتابة هذا المقال ... وقبل الدخول فى صلب الموضوع , أقر عدة حقائق وبعض الدلالات الفكرية اولا :

* الانهيار الاقتصادي الذى شهده سوق المال الأمريكي يُعدّ من أكبر الانهيارات الاقتصادية في تاريخ الاقتصاد الغربي المعاصر، خاصة بعدما أفلست أكبر البنوك الأمريكية مثل بنك ليمان براذرز الاستثماري في 15/9/2008, وخلّفت وراءها دماراً هائلاً لا تزال تداعياته مستمرة إلى الآن.

* الراصد لتاريخ الفكر الغربي المعاصر يجد أن الاضطرابات وردود الأفعال والانكسارات الحادة من أبرز سماته وتطبيقاته ، فهو يتغير ويتقلب حسب تقلبات السوق، وهذا يؤكد الارتباط التاريخي بين الطبقة التجارية (البرجوازية) والفكر الليبرالي الذي أسس للنظام الرأسمالي المعاصر.

* اعتمد الفكر الاقتصادي الغربي بعد الثورات الكبرى -التي أسقطت الاقطاع- على النظام الرأسمالي، وهو نظام الاقتصاد الحر، ويقوم هذا النظام على "الليبرالية" كقاعدة فلسفية وفكر مؤسس يبرر له كافة تصرفاته..

* و"الليبرالية الاقتصادية" ترى بدورها ضرورة حرية السوق وعدم التدخل فيه بأي شكل من الأشكال، وأن الدولة يجب أن تكون "محايدة" و"محدودة" في التعامل مع الأسواق، والعمل بقاعدة "دعه يعمل، دعه يمر"، وأن في السوق "قوّة خفيّة" أو "يداً خفيّة" -كما يرى آدم سميث- قادرة على تنظيم السوق ذاتياً دون أدنى تدخل من الدولة.

* ثم حدث تحول فكري في الفكر الليبرالي الرأسمالي على يد المفكر الاقتصادي جون فقَلبَ الفكرة القائلة بأن كثرة العرض تولد كثرة الطلب والمعروفة (بقانون ساي للأسواق،لكن هذا التحول لم يدم طويلاً فقد صعدت الليبرالية مرة أخرى في أواخر السبعينات وتبنتها بريطانيا وأمريكا .

* وكذلك فإن تسليم ملف سوق المال للشرطة الفيدرالية يدل على أن سوق المال تحول إلى منطقة أمنية خطرة ممتلئة بالعصابات والمجرمين .. وهذه الأزمة تدل بوضوح على أن الأسواق إذا تركت انقلبت إلى غابة متوحشة يأكل فيها القوي الضعيف، ولهذا تفتقت الذهنية الرأسمالية عن حزمة من المعاملات الغريبة والمعقّدة كانت نتيجتها السقوط والانهيار.

* ومن الغريب أن بعض دعاة الليبرالية الجديدة لا زال يدافع عن فاعلية اقتصاد السوق الحر, ويعتذر عن هذه الانهيارات، ويطالب بالحذر من التدخل في الأسواق، وترك المجال لآليات السوق لتؤدي دورها!! ، والأغرب منه دفاع بعض دعاة التغريب في بلاد المسلمين عن الرأسمالية,

والمطالبه مع هذه الأزمات بتطبيق نموذج للاقتصاد الحر بصورته الغربية!!

* ومن المعروف ان اقتصاديات البلاد الاسلامية قد تم دمجها بعد مرحلة الاستعمار في الاقتصاد الرأسمالي للدول الصناعية الكبرى، كما تم دمجها سياسياً في المنظومة ذاتها من خلال هيئة الأمم المتحدة, وأصبحت الأمة تعاني من "تبعيّة" مقيتة، وضعف في إدارة نفسها بنفسها، ولهذا فإن هذه الأزمة ستؤثر عليها

ولابد.

وببساطة ولانه – كما هو معروف للجميع - ان من يحكم الوطن العربى مجموعة من العملاء وبعض رجال الاعمال المشاركين فعليا فى خيانة بلادهم , فقد قررت الدول العظمى عقب انهيار الاقتصاد العالمى التضحية بهم لصالح اخرين يتم تصعيديهم , شريطة ان ينفذوا السيناريو التالى بالوطن العربى :

اولا اختيار مجموعة من الشباب العربى الملقبون بالفامليت "السيس " يتم تدريبهم على اعلى المستويات يستخدموا وعقب التأكد من جاهزيتهم يتم توجيههم للثورة على انظمة الحكمة ومسئولى الدولة ورجال اعمالهم بدعوى المطالبة بالحقوق وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية , وهنا الهدف الخفى من ذلك السيطرة على اموال هؤلاء المسئولين ورجال الاعمال ببنوكها والاستفادة بها فى انعاش اقتصادهم مرة اخرى

ثانيا : يتحول العملاء "الشباب السيس" الى كلاب بوبى تنفذ ما يطلب منها دون مناقشة او حتى تفكير .. ولان الغرب يخطط منذ زمن طويل لتقسيم العالم النامى وبالاخص الوطن العربى , فقد بدأ يستخدم هؤلاء العملاء لتنفيذ مخططاته لتفتيت كل دولة وتفسيمها الى عدة دويلات فضلا عن عملهم المستمر على تشتيت افكار الشباب..

والى الان نجح جزء كبير من مخططهم .. ولكن الى متى سنظل نصمت على استغلالهم لمواردنا وتسخيرها لانعاش اقتصادهم فى مقابل استمرار تدهور الاوضاع فى بلادنا .. والى متى سنظل ندار بواسطة مجموعة من المسئولين – بعضهم عملاء – ينفذون رؤية الدول اصحاب السيادة الدولية علينا – امريكا واسرائيل - .. والى متى سنظل نصنع بأيدينا ابطال وهمين سواء بدعوى قيادة ثورة 25 يناير او التصدى للفساد عقبها والتطوع لتنمية البلاد , فى حين اننا تغاضينا عن الابطال الحقيقين للثورة ولم يذكروا ولم تراع حتى جراحهم – مصابى الثورة - .. والى متى سنصمت عن ارتفاع الاسعار .. الرشاوى واستمرار الفساد .. والتخلف وتفشى الجهل .. و .. و .. و