رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تركيا.. تغير المواقف إلي النقيض!!

في السياسة لا يوجد شيء اسمه مبدأ ثابت عند معظم من يعملون في هذا المجال! وإنما مصلحة دائمة! يعني يمكن جدا أن تري الواحد من هؤلاء يقول كلاما اليوم وعكسه غدا دون أن يشعر بأي إحراج.

وآخر دليل علي صحة ما أقول موقف التيار العلماني ببلادنا من النظام الحاكم في تركيا الذي يرأسه «أردوجان»! بالأمس كانوا يشيدون به ويعتبرونه نموذجاً للتنوير والتقدم، ورأينا كيف هللت أجهزة الإعلام لرئيس الجمهورية التركي عبدالله «جول» عندما جاء إلي مصر وأعلن في مؤتمر صحفي تمسكه بالنظام العلماني ببلاده بالرغم من جذور الحزب الإسلامية وأنصار العلمانية ببلادنا اعتبروا ذلك شهادة لصالحهم في مواجهة أعدائهم من الإسلاميين خاصة الإخوان المسلمين.
«ولو كنت ناسي أفكرك» أكد تلك المقارنات التي كان يجريها هؤلاء بين حزب العدالة والتنمية في تركيا وجماعة الإخوان عندنا، وأردوجان عند العلمانيين ببلادنا «فرخة بكشك» بالتعبير الدارج المصري فهو مع أصحابه الاتراك حققوا انجازات ملموسة للشعب في تركيا دون رفع شعارات إسلامية!
أما الإخوان الذين رفعوا شعار الإسلام هو الحل فلم يفعلوا شيئاً واكتفوا بالكلام والثرثرة الدينية بينما الشعب يعاني، بل أن إحواله تدهورت بعد قيام الثورة في الكثير من المجالات والبركة في الإخوان وأصدقائهم!!
وبعد الانتفاضة الشعبية في تركيا مؤخرا تحولت نظرة العلمانيين عندنا تجاه «أردوجان» إلي النقيض تماما!! وتري الشماتة واضحة في الصحف والفضائيات التي تعبر عنهم! مؤكدين أن الشعب التركي أعلن رفضه للحزب صاحب الهوية الإسلامية! فلا فارق بينه وبين الإخوان في مصر والشعوب في كل مكان تتطلع إلي الحكم المدني بعيدا عن الإسلاميين بكل أطيافهم!
وفي يقيني أن الحزب الحاكم في تركيا لاتزال له الأغلبية الساحقة والمعارضة العلمانية هناك لجأت إلي الشارع وإثارة الفوضي لانها فشلت في كسب ثقة الناس في انتخابات حرة نزيهة، وهذا يذكرني ببعض ما يحدث في بلادي. وأخشي أن يعود العلمانيون من جديد إلي الإشادة بأردوجان بعدما يلتف الشعب حوله مرة أخري كما كانوا يفعلون بالأمس القريب فلا ننسي دروسهم عن كيفية تقدم تركيا العلمانية وكله كلام في كلام!! عجائب.